في ظل جائحة كورونا و مارافقها من توقف وتدهور لبعض القطاعات الحيوية بمدينة مراكش. عرف قطاع سيارات الأجرة بصنفيها الكبيرة و الصغيرة بالمدينة الحمراء، تدهورا لم يشهد له مثيل. بل زاد انكسارا وتقهقرا مع تأثير ذيول الجائحة على القطاع ككل. ورغم ما يتخبط فيه القطاع من مشاكل متداخلة وعويصة ترخي بظلالها على اقتصاد المدينة و أهاليها وزوارها ومستخدمي القطاع على الخصوص وأسرهم، فإن خيوط هذه الإشكالية لم تفك بعد.
في حديث مع أحد المهنيين أكد أنه في ظروف الجائحة التي فرضت التوقف عن العمل وجد العديد من السائقين أنفسهم مطرودين من عملهم وبدون سابق إنذار لوجود سائقين جدد تم استقدامهم للتخلص من عبء سلفهم ليجدوا مصيرهم عرضة للشارع مع أسرهم. وأضاف مستطردا : أما على مستوى العقود النموذجية التي تربط بين صاحب المأذونية والسائق المهني أو المشغل المهني لازالت بنود هذه العلاقة لم تحدد بعد، لما يشوبها من تجاوزات ويكتنفها من غموض رغم أنها تحمي إلى حد ما المشغل المهني. وما عرفته أيضا من تقدم ملموس مع الجهات الوصية .إضافة إلى الحالات التي قد تلجأ إلى السلف أو الاقتراض لتغيير السيارات لقرب انتهاء العقدة مما يرمي بحياة المهني و أسرته إلى دوامة من المشاكل لا طاقة له بها و أداء جميع المستحقات المالية ليفاجأ من صاحب الرخصة بقرار فسخ العقدة بدعوى انتهائها وليجد نفسه وأسرته في أحضان البطالة و الضياع والتشرد. وخلص بنبرات التهميش أن سبب ذلك انتقال الرخص من شخص لآخر فقط من أجل الحلاوة أو الإتاوة حسب تعبير أهل المهنة ليبقى المستفيد الأكبر من هذه العملية هو صاحب المأذونية بدون وثيقة ولا سند قانوني مما ينعكس سلبا على مهنيي القطاع وتطويره وتطوير اقتصاد البلاد. لتبقى نقطتي 98/15 المتعلقة بالتأمين الإجباري الأساسي عن المرض و 99/ 15 المتعلقة بإحداث نظام للمعاشات و نقطة الشركات، مع الحث على استمرار العلاقة التعاقدية وحصر العقود على السائقين المهنيين المزاولين والاعتماد على مكتب التنقيط والشهادة الممنوحة وتجديد العقود القديمة مع المهنيين الممارسين بناء على عقد نموذجي بين السائق والمشغل كلها أوراش كبرى تتطلب بعض الإجتهادات لتحديد البنود وتنظيمها وتنزيلها إلى أرض الواقع. في انتظار ذلك كله ولإنقاد هذا القطاع الحيوي بمدينة سياحية بحجم مدينة مراكش وبكثير من الأمل في إلتفاتة المسؤولين والجهات الوصية بالتعجيل بفك شفرة هذا القطاع وإنقاذه من الفوضى والعشوائية التي تشوبه وتعكر صفوة تسييره وفق منهجية محكمة ومنظمة تعكس صفوة وبهجة المدينة التي يشتغل فوق ترابها.. مدينة مراكش بهجة العالم.
عبداللطيف نجم فؤاد / مراكش