إدريس المغلشي
فاتح ماي على الأبواب والحديث ذو شجون بعدما خفت الضغوطات على المدبر الحكومي ليس بدعوى الرفاه الذي اصبحت تعيشه الشغيلة عموما ماديا ومعنويا بل نتيجة افلاس كل الأجهزة التي اوكل لها امر الدفاع عنها. ولعل من ابرزتمظهرات هذا الانحدارماعشنهاه مؤخرا من احداث تترجم وضعا مأساويا . لم يعد عيد العمال تلك المناسبة التي ترعب الحكومة. لقد اصبح يوماكباقي الايام العادية بدون نكهة ولاطعم وتلك الايام نداولها بين الناس .
في ضيافة مؤسسة الفقيه التطواني .ذاك الفضاءالذي يشكل فرصة ثانية حقيقية للنقاش بعدما تخلت وسائل عمومية ممولة من جيوب المواطنين عن دورها الرئيسي وكنا نعتقد أنناامام فسحة للفكر والنقاش الهادئ والجريءوفي نفس الآن طرح قضايانا المجتمعية بما يشكل مختبرا حقيقيا للأفكار ومنصة لاخضاع المدبر السياسي واطروحاته وبرامجه للنقاش والتحليل والتقييم .نحن المغاربة معروفون بكرم الضيافة لكن ليس على حساب قول الحقيقة والوضوح ،انطلاقا من ادوارنا ومهامنا.يبدو اننا امام فضاء تغلب عليه المحاباة والمزاجية وغياب الموضوعية.فنحن نحتكم في هذا المعطى لدراسة وضعية حكومة تبدو في منتصف ولايتها وتستوجب مناقشة الحصيلة وهو امرلم نلمس له اثر في التقديم على الأقل. بعدما انحاز المقدم كلية للضيف .
دخل علينا الوزيرالسكوري بجلبابه التقليدي في جو روحاني يستلهمه من قدسية الشهرالفضيل.ولعل ابرز ما اثير في البداية وماظهر جلياوبشكل مبالغ فيه ذاك التقديم الذي تم تخصيصه للضيف بشكل رفعه لمقام يصعب بلوغه وتماس يعد نوعا من المغامرة الاقتراب منه بل مجرد محاولة النبش في ذاكرة المؤسسة ورصيدها يبرزهذا الاستثناء ونحن نقارن ماجادت به المصادر من سيرة الضيف التي لاشك انها لا تعدو شبيهة بمن هم قبله.وبالتالي الأهم أن تعكس في الاحتكام اليها غناهاعلى الآداء وليس شيء آخر .الافراط في الثناء والاعجاب افسد مضمون اللقاء وهو ينعقد في مدينة سلا العامرة .
الثلاث محاور موضوع النقاش اختل توازنها بين أسئلة موضوعية وتهرب ديبلوماسي للسيد الوزير . ورجعت بمخيلتي غير بعيد الى سنة 2014 ايام المعارضة وضيفنا يستدعي أسلحة من قبيل اختلالات منهجية معززة بايات قرآنية واحاديث نبوية وهو يقصف خصمه السياسي بقبة البرلمان وقد انتزع تصفيقات الحضور وابتسامة ماكرة لابن كيران وهي ايام قد ولت وخلصنا في النهاية أن الفرق بين الأغلبية والمعارضة في بلدنا السعيد خطوة قصيرة مفادها كيف تجيد الكذب بآلية وحيدة أن تنكر ماضيك الحافل في النعارضة ببطولات دونكيشوطية ووداعة في الاغلبية تقدم من خلالها فشلك بوقار وسكينة .تلك مصيبة احزابنا التي قتلت لدى المواطن كل اهتمام أو تتبع .
اصبت بالدوار وانا أسمع مرة الملايير بالدرهم وتارة اخرى بالدولار ولم تسعفني سرعة البديهة والعد في حسم معادلة ارقام كبيرة لم نلمس لها اثرا حقيقيا على المواطن البسيط كما تباينت الإحصاءات بين عدد العمال المؤقتين والمداومين والمشغلين والمطرودين وقد بالغ الضيف في النفخ حتى كدنا نخاف عليه من بعضها فقد تنفجر في وجهه .كثرة الملايين منها ما قدمت كإنجاز والحال أن المندوبية السامية للتخطيط تعري واقعا مأساويا في تقاريرها اسمه تزايد مؤشر البطالة والعطالة.بل لاحظت كيف تزاحمت الأسئلة وتداخلت بينها دون احترام لمنهجية مضبوطة لأسئلة الصحافيين ،بعدما ضاع الكلام بين الثناء والشكر وتوزيع الابتسامات على الضيوف كل حسب حضوره ونيته ،فلكل امرئ مانوى. ظهر جليا ان هناك من حضوره يرسل اشارات سياسية وآخر للأسف يتسول تنسيقا وتفاهما وكل صور الحضور بكل تلاوينه لاتترجم فعلا وحقيقة ارادة جماعية بقدر ماتفضح و تلخص ازمة الفاعل السياسي في وقتنا الراهن للأسف .
ذ .ادريس المغلشي .