وجه أحمد الوهابي رئيس جماعة تزروت مراسلة إلى عامل إقليم العرائش تخص الرفض الممنهج لتراخيص البناء بمركز مولاي عبد السلام بنمشيش من طرف الوكالة الحضرية.
وقال الوهابي، إنه رغم المجهودات القيمة التي يبذلها عامل الإقليم لتبسيط مساطر الترخيص، والتوجيهات السديدة بشأن اعتماد المرونة القصوى في التعامل مع طلبات رخص البناء المقدمة من طرف ساكنة جماعة تزروت، والتي أثمرت سابقا عن قبول العديد من تراخيص البناء بالجماعة، إلا أن الوكالة الحضرية بالعرائش، ومنذ اعتراض الساكنة على مطلب تحفيظ حرم مولاي عبد السلام، تصر على الرفض الممنهج لجميع طلبات رخص البناء، وذلك بهدف تحقيق غاية غير مشروعة تتمثل في إرضاء شخص تربطه قرابة بجهات نافذة في الوزارة الوصية، والذي يوجد في نزاع مع الساكنة حول مطلب تحفيظ حرم مولاي عبد السلام.
وأوضح الوهابي في مراسلته لعامل الإقليم إنه لمن دواعي الإستغراب الشديد أن الإعتراض الوحيد على طلبات رخص البناء، من بين كافة أعضاء اللجنة المعنية، يصدر عن ممثل الوكالة الحضرية دون غيره، علما أن مساطر البت في طلبات رخص البناء كانت تجري قبل ظهور إشكالية مطلب التحفيظ بسلاسة ودون أي اعتراض من طرف الوكالة الحضرية، وإنه لمن غير المعقول بتاتا أن تتحول مؤسسة يُفترض فيها أن تكون محركًا للتنمية في جميع الجماعات الترابية إلى عائق يعرقل حصول المواطنين على تراخيص قانونية لمساكنهم. وأضاف الوهابي فبدلا من أن تكون المؤسسة محايدة تسعى لتطبيق القانون وتيسير المساطر ، نجدها تنصب نفسها خصمًا في نزاعات شخصية ومدافعا عن طرف واحد، مستغلة سلطتها لتعطيل مصالح المواطنين، مما يقوض بشكل خطير مصداقيتها ونزاهتها وشفافيتها في تدبير ملف بالغ الأهمية والحساسية كملف التعمير.
وتابع رئيس جماعة تازروت إن هذا الإنحراف الخطير عن المهام الإدارية والقانونية المنوطة بالوكالة الحضرية، وتحويلها إلى طرف منحاز يستغل نفوذه وسلطته لصالح فرد أو جهة في حالة نزاع وخلاف مع الساكنة، لا يقتصر ضرره على عرقلة التنمية المحلية وتعطيل مصالح المواطنين فحسب، بل يتعداه إلى زرع بذور الفتنة والاحتقان في المنطقة، ودفع الساكنة نحو اليأس وفقدان الثقة في المؤسسات، كما أنه يشجع بشكل مباشر على تفشي البناء العشوائي، كنتيجة طبيعية لهذا الحصار المفروض على رخص البناء، وهو ما يتسبب في توترات ومشاكل اجتماعية نحن في غنى عنها.
وتساءل الوهابي كيف للوكالة الحضرية التي من بين أدوارها الأساسية مساعدة الجماعات على تسهيل وتسريع وتيرة التنمية المحلية، تجد نفسها اليوم، وللأسف، متسببة في ضياع مداخيل مهمة كان من المفترض أن تستفيد منها ميزانية الجماعة ، فكل تأخير أو منع الرخصة بناء يعني حرمان الجماعة من رسوم مستحقة هي في أمس الحاجة إليها لتلبية حاجيات المواطنين وهذا الوضع يعيق تقدم الجماعة ولا يخدم مصلحة الإقليم ككل ولا يعكس التوجهات الرامية إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وإلتمس الوهابي، التدخل العاجل والحاسم لعامل الإقليم لوقف العبث بمصالح الساكنة ورفع الحصار غير المبرر الذي يضر بمصالح المواطنين ويعيق تقدم جماعة تزروت ، بحيث إن استمرار الصمت على هذه الممارسات المشينة يشجعها على التمادي، ويحول مؤسسة الوكالة الحضرية بالعرائش إلى أداة قمع في يد نافذين بدلا من أن تكون مؤسسة في خدمة الوطن والمواطنين.
وأعرب رئيس جماعة تازروت عن الثقة التامة في شخص عامل الإقليم للحرص على مصلحة الإقليم وساكنته، مع التطلع إلى التدخل الفعال والعاجل لإنهاء هذا الوضع الشاذ، واستعادة مسار التنمية الصحيح بجماعة تزروت بما يضمن حق ساكنة مولاي عبد السلام بن مشيش في الحصول على تراخيص البناء وفقًا للقانون، بعيدًا عن أي ابتزاز أو توظيف سياسوي مشين.