ع د بلكبير
يعتبر انبياء اليهود العظام،لحظة مفصلية،في تاريخ البشرية، لقد اسسوا من(الفطرية)عقيدة تميزت بامرين خطيرين:
1تكريس وتعميق مبدأ وحدانية الله، اذن وحدانية الانسان،والذي سبق أن اسسه اخناتون ،وبعد الانقلاب عليه من قبل سدنة الوثنية (=رجال الدين) هاجربه موسى انقاذا له، مع القبيل اليهودي الذي تربى في وسطه، لقد كان موسى الابن الروحي، وربما البيولوجي ايضا للنبي (اخناتون)
(مسألة البنوة العضوية،لم يكن لها كبير اعتبار، عصرئذ)؟
اشتغل الموحدون اولئك،في اتجاه ان يؤسسوا لهم كيانا سياسيا وعسكرياحاميا لهم، عقيدة ومحتمعا في محيط معادي لهم(وثني،قبلي،
بل وهمجي-فوضوي احيانا) فكانت ظاهرة الانبياء- الملوك، اهمهم طبعا، سليمان وداوود،
انتهت المحاولات بالاخفاق، فجاءحكم الله/او التاريخ،بان سبيل الحفاظ على الدين القويم،هو الشتات،وليس التجميع! وهو ما كان نصيحة الله لهم منذ اضطرارهم للخروج من منشئهم الاصلي، الذي هو (مصر)فخاطب الله موسى مؤنبا و
محرضا (الم تكن ارض الله واسعة)؟! اذن فالارض، بالنسبة للدين الجديد، هي ارض الله، وليست ارض الناس (الاسياد الألهة عصرئذ ،والراسماليون اليوم؟!)
وكذلك تم لاحقا،اضطرارا،لا اختيارا، بعد ان فشلوا في إقامة (دولة) لهم، نجحت التجربة ،وامتهنوا، مالا حاجة له الى استقرار(التجارة والرعي)وبنوا لهم قلاعا متباعدة ومحصنة ومتصلة مع بعضها افقيا(فوق قبلية، وتحت دولة) واشتغلوا ،وظيفيا في مايحتاج اليه غيرهم(الاغيار) ولكنه يحرجهم عرفيا،او يمتنع عنهم(الربا، القمار،التجسس،السحروالشعوذة،،،)
وهي الامور التي ادت بهم الى الانحراف عن التعاليم الاصلية، وذلك بفعل تحول احبارهم الى تجار، والعكس،ومن تم تحول الدين الى محض ايديولوجيا دينية وذلك بسبب تفسيرهم للتوراة ب (التلمود) التي نزلت بغير لغتهم،فاختلط بذلك
كلام الله،بتفسيراتهم الايديولوجية (التجارية-الربوية، والعنصرية،،،) له، من اوساطهم بالذات انبعث نبي مصلح جديد،هو سيدنا عيسى،عليه
السلام،اكتشف فساد احبارهم التجار، وانتفض في وجههم في المعبد صائحا (هذا بيت الله، وليس بيت اللصوص) وذلك عندما عاين تجارتهم في النقود(الربا) وذبحهم وبيعهم حمام المقدس، في الارض الحرام (لا يهرق فيها دم، الاقربانا (تقربا) وصدقة للحاج الى بيته، من عياله)
جديد الإصلاح الديني المسيحي كان هو ابعاد الدين عن شان الدولة و السياسة(ما لله،وما لقيصر) سبيلا للمحافظة على الدين قويما،ونشره
وسط القبليين و الوثنيين والهمج،، وبعد تمكنه من النفوس،سيتحول تلقائيا الى قوانين ومؤسسات الدولة، بالمسيحية، تمت العودة إلى استراتيجية الانتشار،واللا عنف والتحق بها أغلب اليهود الصلحاء والمناضلين،عدا من سبق لهم ان هاجروا من مصرإلى المغرب محتفظين بعقيدتهم التوراتية الاصلية،والتحقوا بها الى الإسلام في اغلبيتهم لاحقا،ولم يبق على تلموديته، سوى طوائف محدودة، متواصلة افقيا(عولميا)عنصرية
وربوية غالبا،مندمجةوموظفة لخدمة الطبقات السائدة دائما، بما في ذلك خاصة الاقطاعية،
ببروز وانتصار البورجوازية في اوربا، وتاسيسها للعصر الحديث،وللحداثة، (المجتمع المدني ،تحرير النساء و الاقنان،فصل الكنيسة عن السياسة،،، والاهم بناء إدارة دول مركزية ديمقراطية على اساس حدود وطنية
لا ملية ولا امبراطورية،،،) كان القائد الثوري العظيم (نابليون) هو من وقف،بالاقناع اوباكراه الاقطا ع،الاوربي والمشرقي،على الخضوع
لقيم الثورة الفرنسية الخالدة،وهو لذلك،من حاول حل (المسألة اليهودية = الشتات) بتجميعهم (=الصهيونية)
ولكن على أسس أرضية (ثقافية) لادينية،خلاف وصية (يهوه) لهم بالشتات، وكان ذلك بمثابة اصلاح ديني لليهوديتين (التوراتية والتلمودية) من خارجهما، انتصرت الرجعيات على الثورة ورمزها (نابليون) وتاخر حل المسألة اليهودية ،باصلاح عقيدتها من خارجها وذلك الى حين انتصار الإشتراكية السوفياتية، ومبادرة استالين، في سياق مبدأ (الحق في تقرير مصير الشعوب) الى السماح لهم تجريبيا، بتاسيس كيان سياسي خاص بهم (التجميع)ضدا على الشتات(الالاهي)
وذلك رغم انه لم يكن ، وهو المختص في المسألة القومية،يعتبرهم شعبا؟!
مع تحول الرأسمالية الأوربية من المنافسة، الى الاحتكار،ثم الى الاستعمار، وظفت فكرة (التجميع) ومن تم طرد اليهود والتخلص من
منافستهم الربوية لها،من تأسيس كيان لهم في ارض خلاء ( ولم يكن لذلك ضرر لاحد، الاهم ،انفسهم) الى تجميعم في ارض عامرة منذ آلاف
السنين، وذلك لمنع أمة من وحدتها القومية ،وتحررها ونهوضها وتقدمها ودمقرطتها ،وهكذا تم إعادة إنتاج توظيف اليهود اليهودية،صهيونيا،
لخدمة الطبقة السائدة = الراسمالية الاستعمارية ؟! وكما أن اليهود واليهودية، ليسا أمرا واحدا ،فكذلك الصهيونية، صهيونيات ومنها، الاشد عداوة لليهودية، ولليهودخاصة، وهي الانجيلية ،السائدة اكثر في امريكا،هؤلاء،يستبطنون خلاف ما يظهرون، يوظفون مسألة (التجميع كاصلاح ديني، ضد فكرة (الشتات) لا لانقاذهم من اضطهاد الامم لهم؟ وانما لتسهيل مهمة القضاء عليهم جملة، بحرب (قيامية)لا تبقي منهم احدا
حيا على الارض(هيرمجدون) ذلك بادعاء انهم يناصرون أطروحة اليهودية المحرفة،بانه لا نهاية للشتات، ولا قيام للدولة،الا بنزول المسيح المنتظر، ليقيم العدل والانصاف،وينهي هذه التجربة في الخلق، بالقيامة،وبالتالي اتاحة شروط خلق عالم اخر جديد ؟!
اليهودية التلمودية،شقيقة الصهيونية الانجيلية، ونقيض اليهودية الصهيونية(التجميعية العلمانية،
ثقافيا لا دينيا)وحليف المجمع الصناعي-العسكري الامريكي،ونقيض اليهودية التوراتية،التي هي ضد الدولة وضد التجميع اصلا وراسا، بل وضد العنف والتسليح (الحرديم مثلا)
التلموديون،بدعم من الانجيليين و،(cia) هم سادة المشهد في فلسطين حاليا، وهم يستعجلون نزول المسيح، ليسرع بتعميد (تطهير، تمسيح) اليهود من جريمة اغتيالهم له،في حياته الاولى، ومن تم نهاية العالم، انه نزل الان الى السماء الرابعة، وهو ينتظر بناء الهيكل حيث سينزل على سطحه،وهذا يتطلب هدم المسجد،
حربا شاملة مع المسلمين,تقتضي، فضلا عن محو الفلسطينيين، محو لبنان،ومن تم ايران،اذن قنبلتها نوويا (في العقيدة العسكرية الصينية،انه لم يحدث في التاريخ ان اخترع سلاح ولم يستعمل ) هذه الاحتمالات ,لا يوليها ما يسمى ب (الراي العام) اهتماما،في حين هي تشغل الدول العظمى جميعا،ويراعون إمكان حدوثها من قبل اسطوريين مهووسين حمقى،يحكمون في فلسطين، وخلفهم راسمالية عولمية مازومة ،مفلسة ومهددة بالانهيار؟!
انقاذ فلسطين ارضا وشعبا، اضحى بمثابة انقاذ للعالم ،من الاستعمار ومن الاستغلال ومن التوحش ومن ادلجة الدين وتوظيفه تجارة وعنفا وعدوانا وبهتانا واسطرة وتضليلا،،
استدراك:نسيت التنبيه إلى أن الاسلام في منطلقه ،راهن على استراتيجية الشتات (بعثتي الحبشة)غير انه سرعان ما انتقل الى التجميع في المدينة، نظر لحاجتها اليه ومن تم تحول راسا، إلى تأسيس دولة، وهذه كانت حالة اليهودية الاصلية، قبل أخفاقها) والاسلام كان نسختها الثانية المنقحة والمصححة (ان هذا،
لفي الصحف الاولى،صحف ابراهيم موسى) ولم يذكر عيسى،لانه كان فقط،يهوديا اصليا صالحا،لا دينا جديدا او متجددا (يجب ما قبله) مثل الاسلام القويم، وليس المؤدلج ،خاصة من قبل الادارات؟! طرفة او مستملحة، من قبيل الشيء بالشيء يذكر، احكي التالي:
في العام 1971،بلغت أزمة التيار (ب
في اليسار الجديد (سياخذ لاحقا اسم 23 مارس ) ذروتها، وذلك بين اربع اطروحات سياسية-تنظيمية وخلفها 4تاويلات ادلوجية للماركسية؟!
اجتمعت اللجنة المركزية، في دورة طارئة، في منزل شاطئي بالبيضاء، لاب الرفيق اسيدون، وفرلنا الاب كل مستلزمات العيش ليومين،تلافيا لاي خروج، ولانني لم اكن متمترسا في اي تيار، فلقد كلفت برئاسة الدورة !
الاطاريح كانت كالتالي:
1الرهان على العنف،على تطويق المدن من قبل البادية،اذن على الفلاحين(ماوفي الصين، والفقيه
في المغرب)رافع هذه الراية كان المرحوم بوعبيد حمامة
2نظرية البؤرة الثورية (غيفارا) نمط كوبا،وهذه التي أضرت كثيرا بالثورة الفلسطينية، غيرها ،ومنها الحالة المغربية(صحراويو بوليزاريو)
وهذه كانت متمكنة اكثر في التنظيم (ا) الى الأمام لاحقا (سرفاتي حينها)
3نظرية البلاشفة التقليدية,وهي التي سادت، الرهان على الطبقة العاملة اساسا، اذن على المجتمع المدني وقضاياه، اذن على الحزب
الثوري وعلى العمل النقابي، هنا كان طالب، البردوزي،المريني، مسداد ،،،واخرون،،
4 وهي وجه الشاهد هنا،نظرية او استراتيجية (الانتشار) وكان خلفها المرحوم حرزني،ومعه الدرقاوي نسبيا،وهي تقضي بتفكيك التنظيم
مركزيا ومحليا، والاستقالة الجماعية من مهننا الاصلية، والتفرغ للثورة، ومن تم الانتشار في جهات الوطن كافراد في تجارب متفرقة،ويلتقي
بعدها،لتشكيل (الحزب) من نجحوا في تجاربهم الميدانية ومع الجماهير مباشرة؟!
انفض الاجتماع بانتصار التيار اللينيني،وانسحاب الاخرين من التمثيل في الكتابة الوطنية (القيادة المركزية) ومبادرة حرزني إلى تأسيس تنظيم حلقي (لنخدم الشعب) والبقية ،عموما، معروفة ،تمكن الامن من اصطناع كمين مدبر بذكاء،سقط
فيه حرزني، وتبعه استئصال لليسار جميعه، وانتهت ملحمة،بمهزلة،لم يستفد منها وطن ولا مجتمع ولا يسار،وذلك بفساد نظر (الشتات)
هذا الاسترجاع،هو من قبيل التحميض، او الاستملاح والمفاكهة، لا تاريخا ولا نقدا ولا سيرة ؟!
البيضاء 6 يوليوز 2024