بيان الجمعية المغربية لحقوق الانسان بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، 29 نونبر 2022
تحيي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وكل القوى التقدمية والديمقراطية والحقوقية داخل المغرب وفي العالم، والقوى المحبة للسلام والمناهضة للاحتلال الصهيوني، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يصادف يوم 29 نونبر من كل عام، الذي أقرته الأمم المتحدة بموجب قرار صادر سنة 1977 تحت رقم 40/32. كتعبير متأخر على الظلم التاريخي الذي لحق الشعب الفلسطيني جراء قرار التقسيم الجائر الذي صدر يوم 29 نونبر1947 تحت رقم 181 والذي أصبح يعرف بقرار التقسيم. وبموجبه تم الاعتراف بالكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، ورفضه الشعب الفلسطيني وكل القوى المناهضة للصهيونية والاستعمار.
ويخلد الشعب الفلسطيني وكل القوى المؤمنة بحق الشعوب في تقرير مصيرها هذا اليوم، في سياق يتسم بتغول الاستيطان وهدم البيوت وتهجير قسري للمقدسيين/ات من مدينتهم/ القدس المحتلة، حيث لا يزال أكثر من 150000 منزل مهدد بالهدم، وإلغاء 14600 إقامة للفلسطينيين في القدس المحتلة.
ومنذ بداية سنة 2022 قتل الجيش الصهيوني وقطعان المستوطنين 34 طفلا واعتقال 750 طفل مازال رهن الاعتقال منهم 160 وتتم عملية الاعتقال في ساعات متأخرة من الليل، كما تم اغتيال 199 فليسطيني(ة)، بالإضافة إلى الاعتقال الإداري/ التعسفي الممنهج وما يرافقه من تعذيب، وقد خاض المعتقلون الإداريون معركة بطولية للإضراب عن الطعام ومقاطعة محاكم الاحتلال.
تميزت هذه السنة بالنهوض الجديد للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية وخصوصا في مدينة جنين ومخيمها وفي نابلس والقدس والخليل، كما أصبح الاشتباك اليومي بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، في جل مناطق الضفة الغربية والقدس، في القرى والمخيمات والشوارع، من أجل مقاومة جرائم الاحتلال الصهيوني، كما تميزت هذه السنة كذلك بصعود أحزاب الصهيونية الدينية وعودة المجرم نتنياهو لقيادة حكومة/عصابة من القتلة وذوي السوابق الجنائية والذين يؤمنون، بطرد فلسطينيي 1948 من قراهم ومدنهم وديارهم وضم الضفة الغربية ومراجعة قرار فك الارتباط مع قطاع غزة، إنها حكومة اليمين الصهيوني المتطرف، التي ستواصل جرائمها في حق الشعب الفلسطيني، مدعومة من القوى الاستعمارية الغربية وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا والأنظمة الرجعية المطبعة مع الكيان الصهيوني ومن ضمنها النظام المغربي.
وعلى الرغم من هذه الأوضاع المضرة بالقضية الفلسطينية إقليميا ودوليا، لازال الشعب الفلسطيني يبدع في مقاومته المشروعة للاحتلال الصهيوني، من خلال القاومة الشعبية والمسلحة في الضفة الغربية والقدس، مما أعطى للشعب الفلسطيني الأمل في الصمود ودحر الاحتلال كما أن المقاومة في غزة قد غيرت معادلة الاشتباك وجعلت للاحتلال كلفة عالية ستعجل بزواله.
إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بمرجعيتها الحقوقية الكونية والشمولية وفي صلبها حق الشعوب في تقرير مصيرها، تعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، إذ تؤكد موقفها الثابت والداعم لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق كل مطالبه المشروعة، في العودة وإقامة الدولة الوطنية على كامل تراب فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس.
– تحيي الشعب الفلسطيني على صموده ومقاومته بجميع أشكالها، حتى دحر الاحتلال الصهيوني العنصري من فلسطين؛
– تشجب وتدين كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل الأنظمة الرجعية في منطقتنا المغاربية والعربية المنبطحة لمخططات الصهيونية العالمية؛
– تدين ما أقدمت عليه الحكومة المغربية داخل البرلمان، من تمرير ومصادقة على ما أسمته اتفاقيات التطبيع والشراكة والتعاون مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري؛
– تستغرب من موقف الأمم المتحدة ومنظماتها من جرائم الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، وتدعو كل القوى المناهضة للصهيونية والمؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية إلى تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، في الضفة الغربية والقدس وغزة والأراضي المحتلة عام 1948 وفي الشتات، حتى تحقيق كل مطالبه الوطنية المشروعة؛
– تجدد دعوتها لمتابعة ومحاكمة كل مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحكمة الجنائية الدولية، جراء اقترافهم لكل الجرائم، ضد الإنسانية وجرائم الحرب والعدوان عبر تاريخ الاحتلال الصهيوني العنصري لفلسطين؛
– تدعو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المنظمات الثقافية والتربوية والرياضية وهيئة التدريس في التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي إلى مواجهة التطبيع التربوي، من خلال التوعية بمخاطره على الناشئة، والعمل بجميع الأشكال الفنية والثقافية والفكرية والمشاركة في الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني والمشاركة الفعالة في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يوم 29 نونبر2022 في المدن والقرى.