آخر الأخبار

اليوم الوطني للمرأة المناضلة الذكرى 42 لاستشهاد سعيدة المنبهي

تحت شعار: “المرأة المناضلة : نضال مستمر ضد الاعتقال السياسي ومن أجل الكرامة والمساواة  تحيي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والحركة الحقوقية والديمقراطية اليوم الوطني للمرأة المناضلة، وهو اليوم الذي يصادف، هذه السنة، الذكرى 42 لاستشهاد المناضلة سعيدة المنبهي في 11 دجنبر 1977.

لقد دأبت الجمعية، منذ سنة 2005، على تخليد هذه الذكرى السنوية، باعتبارها يوما للمرأة المناضلة، احتفاء بكافة النساء المناضلات، لما تجسده سعيدة المنبهي من رمزية لنضال المرأة المغربية، بحكم ما قدمته من تضحيات من أجل الحرية والكرامة الإنسانية. حيث تم اعتقال سعيدة بتاريخ 16 يناير 1976 عقب حملة اعتقالات واسعة في صفوف مناضلي اليسار والقوى التقدمية بالمغرب، تلتها محاكمات صورية صدرت على إثرها أحكام قاسية في حق المعتقلات والمعتقلين؛ نالت على إثرها الشهيدة، في يناير 1977، خمس سنوات سجنا نافذا بتهمة المس بـأمن الدولة، أضيفت لها، بمعية رفاقها، سنتان بتهمة المس بهيبة القضاء. وفي السجن خاضت سعيدة مع رفاقها المعتقلين السياسيين إضرابا لا محدودا عن الطعام، ضد واقع القهر إبان الاعتقال، ومن أجل الاعتراف لهم بصفة المعتقلين السياسيين، وتحسين ظروف الاعتقال؛ إضرابا واصلته بتحد وصمود بطولي إلى أن استشهدت بعد 35 يوما، بتاريخ 11 دجنبر 1977، وعمرها حينئذ لا يتعدى 25 سنة؛ فصارت بذلك رمزا للحركة النسائية المناضلة، وملهمة لجيل من النساء المغربيات التواقات للتحرر من نير الاستغلال والاضطهاد.

إن تخليد الجمعية لذكرى الشهيدة سعيدة المنبهي واعتباره يوما وطنيا للمرأة المناضلة هو محطة نضالية لاستحضار ما ترمز إليه الشهيدة من قيم الكفاحية والثبات على المبادئ والإيمان بالقضايا العادلة والصمود إلى حد التضحية من أجلها؛ كما هو اعتراف بدور النساء المناضلات في مختلف مراحل الكفاح الذي خاضه الشعب المغربي من أجل التحرر ومن أجل الديمقراطية، ومناسبة لتسليط الضوء على تاريخ مقاومة المرأة المغربية للظلم والاستبداد، بمختلف مراحلها ومواقعها وأساليبها، والتي وضعت في مناطق الظل أو طالها التعتيم والنسيان بسبب عدة عوامل من بينها سيادة القراءة الذكورية للتاريخ.

إن اليوم الوطني للمرأة المناضلة التفاتة رمزية إلى النضالات والتضحيات الفردية والجماعية للمرأة المغربية تكريما لها وتقديرا لعطآتها، لكنه أيضا التفاتة إلى جنديات الخفاء والمناضلات المجهولات اللواتي لم يذكرهن كتاب ولا مقال، ومن استشهدن بعيدا عن الأنظار، ومن لم يسجل لهن تاريخ استشهاد ولا مكان اعتقال ولا يعرف لهن قبر ولا شهد.

ويأتي اليوم الوطني للمرأة المناضلة، هذه السنة، وعائلات المعتقلين السياسيين ومن ضمنهن أساسا الأمهات والزوجات، يكافحن من أجل الحرية لأبنائهن وأزواجهن، وفضح ما يتعرضون له من تعذيب وممارسات انتقامية، ويواجهن ضغوطات الحياة وصعوبات التنقل إلى السجون أو بين السجون لبعضهن في تحد للسجان واعتزازا بالمعتقلين السياسيين وصمودهم.

إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهي تقف وقفة إجلال لروح الشهيدة سعيدة المنبهي وكافة الشهيدات وشهداء الشعب المغربي:

•         تذكر الدولة المغربية بمسؤوليتها في استشهاد المناضلة سعيدة المنبهي، وغيرها من شهداء الشعب المغربي إبان الإضرابات الطعامية أو خلال مختلف المعارك والهبات الاجتماعية الكبرى؛

•         تحيّي النساء المناضلات في مختلف مواقعهن، وعموم النساء المكافحات من أجل الحق في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة والتنمية والعيش الكريم؛ وتعبر عن اعتزازها بالدور الكبير للمناضلات في صفوف الجمعية وفي الحركة الحقوقية المناضلة بشكل عام؛

•         تشيد بصمود أمهات وزوجات وأخوات معتقلي حراك الريف وجميع الحركات الاجتماعية في كل المناطق، وتعبر عن مساندتها ودعمها لهن وإدانتها للمضايقات التي يتعرضن لها، مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فورا دون قيد أو شرط؛

•         تعبر عن اعتزازها بانخراط النساء وتصدرهن للاحتجاجات ضد الإقصاء والعنف الاقتصادي، و من اجل الحق في التنمية والارض وفك العزلة عن المناطق المقصية والمنسية ووضع حد للهشاشة الاجتماعية وتانيث الفقر.

•         تسجل تضامنها المبدئي والصريح مع السيدة رشيدة القدوري، زوجة المعتقل السياسي محمد المجاوي، في المحنة التي تمر بها، وتعبر عن إدانتها لكل من يتحمل المسؤولية في ما وقع ولكل من حاول استغلاله للمس بكرامة السيدة قدوري؛

•         تجدد التزامها بالانخراط الفاعل في كل الصيغ النضالية الوحدوية، من أجل حماية حقوق المرأة والنهوض بها؛

•         تعرب عن تضامنها اللامشروط مع نساء فلسطين ونساء العالم، كجزء من شعوب المعمور، في نضالهن ضد الصهيونية والإمبريالية، وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية، المعادية لحقوق الإنسان ولحقوق الشعوب؛