11983
وانا أتصفح الاصدار التوثيقي القيم لأخي وصديقي الاذاعي المغربي الكبير الاستاذ محمد الغيداني امد الله في عمره (للإذاعة المغربية أعلام)، هذا الاصدار الهام الذي يضم بين دفتيه تجربة 100 شخصية اعلامية استطاعت بحق ان تبصم مسار وتاريخ الاعلام المسموع بالمغرب، استوقفتني مجموعة من كبار اعلام الاذاعة المغربية وكان كل علم من هؤلاء الاعلام يتميز بالعديد من المواصفات التي تجتمع فيما بينها لتعطينا ختاما تجربة اعلامية اذاعية مغربية رصينة، ومن بين هؤلاء الاعلام الذين توقف عند تجربتهم الهامة المؤلف الاستاذ محمد الغيداني تجربة الاعلامي الكبير الاستاذ امحمد البوكيلي امد الله في عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية، هذا الاسم الكبير الذي يحيلني شخصيا على المرحلة الذهبية في تاريخ العمل الاذاعي بالمغرب، ومن اخلد الحلقات التي لازلت احتفظ بها في خزانتي الصوتية لقاء متميز كان قد اجراه الاذاعي المغربي الكبير الاستاذ امحمد البوكيلي من خلال برنامج ( ضيف الزوال) عندما استضاف شاعر العامية المصري الكبير الخال عبد الرحمان الابنودي،وكنت ساعتها لازلت طالبا في سلك التعليم الثانوي، حقيقة قد ابهرني الاستاذ امحمد البوكيلي بطريقة حواره لهذا الهرم المصري الكبير الخال عبد الرحمان الابنودي،هذا الى جانب محاورته للعديد من الاقطاب في مختلف المجالات ومنهم رجل السياسة الكبير والمناضل الوطني الاستاذ عبد الرحيم بوعبيد ، والسياسي الكبير عزيز بلال وغيرهما كثير وبرامج اخرى لازالت خالدة في ذاكرة المستمع المغربي ببصمة هذا الاذاعي الشامخ الاستاذ امحمد البوكيلي ومنها برنامج صباح الخير، وبرنامج الريشة والقناع، وبرنامج الاحد لكم الذي كان يقدم بالتناوب بين زملائه، ثم قافلة التنمية وقطار التنمية…وبعد مشوار طويل في حقل العمل الاذاعي، وتحديدا في العام 1994، كما يؤكد ذلك في الاعلامي الاستاذ محمد الغيداني في اصداره القيم، التحق الاذاعي الكبير الاستاذ امحمد البوكيلي بإذاعة طنجة مديرا لهذه المحطة مباشرة بعد احالة الرائد الكبير الراحل الاستاذ خالد مشبال رحمه الله على التقاعد، فكانت تجربة كللت بالنجاح، كما يقول الاستاذ محمد الغيداني، وفازت اذاعة طنجة على عهد الاستاذ امحمد البوكيلي بعدة جوائز من مهرجانات وطنية وعربية ( مهرجان القاهرة) و (مهرجان اتحاد اذاعات الدول العربية بتونس) وغيرها….، ويقول الاستاذ محمد الغيداني في اصداره القيم:( وبعد تسع سنوات قضاها (الاستاذ امحمد البوكيلي) في طنجة، يعود مجددا الى الرباط تحديدا في العام 2003 ليتولى مهمة مدير الاذاعة المغربية )،وكانت بالفعل تجربة اخرى لها اهميتها في المسار المهني الوضئ والمتميز في حياة هذا الهرم الشامخ الأستاذ امحمد البوكيلي اطال الله في عمره،ويضيف الاستاذ محمد الغيداني في اصداره القيم قائلا و (من المنجزات الهامة التي تحسب للأستاذ امحمد البوكيلي احداث اذاعة محمد السادس للقران الكريم)، كيف ذلك؟ في بداية السبعينيات، كما يقول الاستاذ محمد الغيداني في اصداره القيم، كانت الاذاعة تقدم كل رمضان اذاعة القران، وكان يشرف عليها الراحل عبد الحميد احساين، وكانت تبث برامجها يوميا من الساعة التاسعة صباحا الى حدود اذان المغرب، ولكن التجربة توقفت لسنوات، وهنا تساءل الاستاذ امحمد البوكيلي حول امكانية احياء التجربة،وبعد طرح هذه الفكرة للنقاش مع العديد من زملائه، تقدم بها الى الرئيس المدير العام للاذاعة والتلفزة السيد فيصل العرايشي، هذا الاخير رحب بالفكرة طالبا من الاستاذ امحمد البوكيلي التنسيق مع وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الاستاذ احمد التوفيق، وبعد تقديم المشروع لجلالة الملك جاء تدشين الاذاعة التي اختير لها اسم ( اذاعة محمد السادس للقران الكريم) وكان ذلك سنة 2006،وقد حظي تدشينها بالحضور المولوي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده.ويضيف الاستاذ محمد الغيداني قائلا:(… وعلى اثر الهيكلة الجديدة التي عرفها الاعلام السمعي البصري الوطني، عين الاستاذ امحمد البوكيلي مديرا للقنوات القرانية (اذاعة وتلفزة محمد السادس للقران الكريم، وهير المهمة التي ظل يضطلع بها الى غاية عام 2009، حيث كلف بمهمة لدى المديرية العامة للشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة الى ان احيل على التقاعد عام 2013…).الاعلامي الكبير والاذاعي المغربي الفذ الاستاذ امحمد البوكيلي شخصية اعلامية وطنية من الحجم الثقيل والوازن، وبرغم بعض الاحتفاءات التي نظمت لشخصه الكريم، الا ان الوطن يظل، بكل مكوناته، مجحفا في تقدير مكانة الرجل، والاحتفاء به الاحتفاءة الحقيقية التي تليق بمكانته وبما قدمه حقا للاعلام الوطني بالمغرب، وقد استحق بالعل التتويج بوسام العرش من درجة فارس، ندعو لاستاذنا الاعلامي المغربي الرائد الاستاذ امحمد البوكيلي بموفور الصحة والعافية والعمر المديد، وستظل مجهوداته وانجازاته العظيمة خالدة في سجل تاريخ ابناء هذا الوطن من المخلصين الشرفاء الاوفياء، وسيظل نهجه قدوة في طريق كل اعلامي دارج نحو الكمال، واشكر بالمناسبة الاعلامي الكبير الاستاذ محمد الغيداني على المجهود الجبار الذي بذله بكل المحبة والتضحية ايضا من اجل التوثيق لأعلام الاذاعة المغربية من خلال اصداره القيم ( للإذاعة المغربية أعلام، والذي رصد من خلاله تجربة 100 شخصية اعلامية بصمت مسار تاريخ الإعلام المسموع بالمغرب.
أحمد رمزي الغضبان
