محمد الحبيب طالب
كتبت هذه المقالة ، والشعب الفلسطيني يخوض من أقصاه إلى أقصاه ، وبجميع مكوناته ، أروع البطولات المذهلة ، والتي لم يسبق لها مثيل ، من أجل القدس و من أجل تحرره وتقرير مصيره . إنه منعطف تاریخی کبیر ، سيكون له ما بعده على القضية وعلى عموم المنطقة العربية . وسأعود إلى ذلك في الإستخلاصات التركيبية العامة في المقالة القادمة وقبل أن أتابع ما بقي لي في العنوان أعلاه ، قد يكون من الضروري في البدء ، الوقوف قليلا عند بعض عناصر اللبس التي اكتنفت هذه المرحلة ، وكان لها التأثير القوي على طريقة تعاطي العديد غير القليل من المثقفين والسياسيين والفاعلين عامة مع هذه الأوضاع التي سنتناولها ، وإلا تعذر الوصول إلى التفاهمات المرجوة حولها . من هذه العناصر التي تفشت في التداول السياسي وصارت على كل لسان ، وخاصة لدى من يطلق عليهم الخبراء الإعلاميون ، نبذ ما يسمونه ” بنظرية المؤامرة ” . والمقصود من هذه النظرية المزعومة ، لأن لا وجود لنظرية من هذا النوع ، الإدانة المسبقة لأي تحليل لا يهمل الأدوار الكبرى للتدخلات الخارجية في ما آلت إليه أوضاع هذه البلدان العربية ، وليس عسيرا على المرء أن يتفهم السياق العربي الذي ضخم هذا التأويل الإنكاري لدور المؤامرات الخارجية ، لأنه جاء كرد فعل تقيض وقصوري على تفكير سائد في السابق ، كان يعلق جميع معضلات التأخر المجتمعي على شماعة التدخلات الأمبريالية . لكنه أراد أن يتخلص من هذه المغالطة بمغالطة أخرى أسوء وأشد خطرا من سابقتها . و البداهة تقول ، أن العلاقات الدولية لم تخل قط ، ومند قدم التاريخ ، من عنصر المؤامرة ، الخشنة والدامية الاحتلال والحروب بالوكالة ، والانقلابات ، والاغتيالات ) أو الناعمة ، والتي تخفي مآربها تحت شعارات أو أهداف جاذبة تكسبها قدرا من المشروعية . وقد بلغ تطور هذا الجانب في العلاقات الدولية ، أن بات لكل دولة جهازها المخابراتي ، كأهم مؤسسة ، بجانب قواتها المسلحة ، من مؤسسات الدولة الحديثة ، والذي يختص بهذه المهمات التمهيدية ، إما لحماية الوطن ، وإما ، و أيضا ، لتنظيم التدخلات الخارجية الممكنة بحسب وزن الدولة وتموقعها في صراع المصالح الدولية . ومن بين الظواهر الحديثة في هذه الماسسة تشكيل مؤسسات فرعية للبحوث ، تضع السيناريوهات لأجهزة المخابرات ولأصحاب القرار ، واستخدام