آخر الأخبار

امهات و اصفاد في ضيافة العمل النسائي بمراكش

محمد السريدي 

بمناسبة الأيام الأممية لمناهضة العنف ضد المرأة ، تحت شعار: ” من أجل مجتمع خال من العنف “ نظم فرع مراكش لاتحاد العمل النسائي، حفلا نضاليا لقراءة و توقيع مؤلف الأستاذ محمد فكري ” امهات و اصفاد ” بمشاركة الأستاذة لطيفة البوحسيني، مساء السبت 30 نونبر 2024 بمدرج الشرقاوي إقبال كلية اللغة العربية بمراكش، مع تقديم شهادة عن معاناة والدة الرفيق المعتقل السياسي السابق عبد العالي بنشقرون .

تقول الاستاذة لطيفة البوحسيني إن الاحتفاء بالكتاب يتقاطع بشكل كبير مع الأيام الأممية لمناهضة العنف ضد المرأة التي يخلدها العالم ومعه المغرب، وهو ذات العنف الذي عانى منه المعتقلات السياسيات وكذلك أمهاتهن في سنوات الجمر أو الرصاص.

واوضحت البوحسيني أن مؤلف الكتاب محمد فكري مناضل يساري ومعتقل سياسي سابق ‪قضى عشر سنوات في السجن، أراد الحفاظ على ذاكرة عائلات المعتقلين والمعتقلات السياسيين وتحديداً النساء من ذوي المعتقلين، خاصة النساء المهمشات والفقيرات و المعوزات من المناطق النائية

واعتبرت الباحثة أن ذلك سيشكل وعياً حاداً وحساً مرهفاً وحرصاً يقظاً لديه على ما بذلته هؤلاء النساء من تضحيات تستحق تذكير الأجيال اللاحقة بها، فهن ساهمن في ملف حقوقي يعد بالغ الأهمية يتعلق بالتضييق على الحريات والاعتقال والاختفاء القسري والمحاكمات والإضراب عن الطعام.

وأضافت أن كتاب “أمهات وأصفاد” ليس عرفاناً لما أسدته المغربيات من تضحيات خلال مسيرة نضالية لجيل من شباب يتطلع لمغرب الكرامة والمواساة والديمقراطية لا مغرب السخرة والإهانة فقط، بل هو توثيق للحظة من لحظات تاريخ الصراع السياسي المغربي لبناء دولة الحق والقانون والمواطنة والديمقراطية، والتي شاركت فيها النساء سواء مناضلات سياسيات أو كأمهات وشقيقات وصديقات وقريبات المعتقلين السياسيين.
وابرزت لطيفة البوحسيني، انه لا يتعلق الأمر في هذا الكتاب بالتذكير بما اضطلعت به النساء من أدوار معتادة وتقليدية ضمن الأدوار المتعددة التي كانت من نصيبهن في إطار تقسيم يمتد عمره لآلاف السنين، بل سعى إلى تفاصيل يومية للنساء من خلال البحث عما يرد لهن الاعتبار وينقذ حياتهن من جحيم النسيان، وفي هذه الحالة، تصبح العودة إلى الذاكرة عملاً يحذوه بالأساس الحرص على إبراز الأدوار الاجتماعية التي دُفِنت وغَيِبت، كما يكون هاجس هذه العودة هو تجنب اختزال أدوار النساء في الإنجاب والأمومة، بل هن كائنات اجتماعية رغم أنف الصمت.

هذا و قدمت أمينة بيان عضو مكتب فرع اتحاد العمل النسائي بمراكش شهادة جد مؤثرة عن رحلة جدتها التي انتظرت خروج ابنها المعتقل وعودة ابنتها من المنفى الاختياري الذي لجأت إليه حتى لا يتم اعتقالها وتلقى نفس مصير شقيقها.

وذكرت أنها كانت ترافق جدتها وعمرها لا يتجاوز ثلاثة عشرة سنة، حين كانت تذهب لزيارته بشكل دوري في المعتقل، سواء بسجن لعلو بالرباط أو السجن المركزي بمدينة القنيطرة.
وقالت إنها لم تكن تعلم أن جدتها تتمتع بتلك القوة التي كانت تراها عليها كلما رافقتها في إحدى الزيارات، حيث كانت تنتفض في وجه الحراس في المعتقل، وهي تصرخ في وجههم أن ابنها معتقل سياسي اعتقل من أجل الدفاع عن مغرب الكرامة، وليس بقاتل أو سارق.

ولفتت إلى أن بيت الجدة كان دائماً فضاءً للتجمعات والنقاش الهادر والساخن، وأنها تربت في أجواء تسودها روح القيم التي تدافع عن الكرامة والمساواة من أجل مغرب أفضل. وعبرت عن استيائها لكون تلك الأم المكلومة انتظرت عودة ابن محكوم بثلاثين سنة سجناً نافذاً، لكنها فارقت الحياة دون أن تحضنه، حيث غادر السجن بعد أن قضى 15 سنة.  وتجدر الإشارة إلى ان هذا العرس النضالي تخللته قراءة شعرية للشاعرة رفيق الحيضوري مع وصلات غنائية نضالية للفنان عزيز ابو علي احد مؤسسي فرقة لمشاعل المناضلة التي يتحمل اسم الوان فيما بعد .

في حديث مع المناضل النزيه و الجندي الخفي محمد ابو فكر القابض على الجمر في صمت