آخر الأخبار

انتحاريو ” توصيل الوجبات السريعة : رأفة بأنفسكم 

إدريس الاندلسي 

 فرضت شركات الأكلات السريعة أبشع نظام غذائي عبر التاريخ على البشرية. اخترعوا  جميع الوسائل للتأثير  على المستهلك  و خصوصا على الفئات العمرية الصغرى  و حتى على بعض الكبار. استعملوا المحرم قانونيا  و تواصليا لاحتلال فضاء التواصل  و الاشهار  لفرض أكل خاصيته الوحيدة أنه يصل بسرعة البرق إلى من طلبه.  قيل أن الشركات العالمية التي تسيطر على هذا النوع من الأكل أنها تجعل من أهدافها التأثير على الصغار من خلال الروائح التي تنتشر في  محيطها بالإضافة إلى بعض الهدايا التي تزيد من “الإدمان ” على هذا الاستهلاك  . 

و لكن هناك فئة اجتماعية تعيش في هشاشة لكي يستمر هذا النموذج الاستهلاكي في السيطرة على سوق الأكل السيء  و السريع جدا. هذه الفئة تعرض نفسها للخطر من أجل دراهم معدودة. حين يصل الطلب إلى الشركة،  يتم تحضير الأكل المطلوب بسرعة لكي توضع في علب تحملها دراجة نارية سريعة هي أيضا.  و هكذا يصل كيس قد يحتوي على بيتزا  أو ساندويتش  أو مشروبات غازية بسرعة كبيرة إلى أصحاب الطلب.  المشكل هو أن هذه السرعة تدفع بالكثير من موصلي الوجبات إلى انتهاك كل قواعد السير  و خصوصا حق الاسبقية  و “حرق” الضوء الأحمر.  كل مستعملي الطريق داخل المدن يشهدون يوميا سباقات محمومة على الطريق  و أخطاء قاتلة  و مغامرات خطيرة يقوم بها أغلب موصلي الوجبات السريعة. 

لذلك وجب تكثيف المراقبة بالكاميرات  و بفرض إلتزام على الشركات التي تشغل مجموعة من الشباب دون  عقود  تحميهم  و تفرض عليهم  إحترام  قانون السير في إطار مسؤول.  هذه الفئة تعيش صعوبة مزدوجة.  فهي التي تمول شراء الدراجة النارية السريعة عن طريق قروض أو  مساعدات عائلية  و هي التي تتحمل عبء  تكلفة البنزين . كل هذا في  الوقت الذي تعتمد عليهم هذه الشركات لتحقيق أرباح خيالية.  حتى في يوم عيد الأضحى تتحرك الدراجات النارية التي يقودها بعض” الانتحاريين” الذين لا يحملون فكرا  متطرفا  و لكن يحملون هم كسب قوت يوم لأسرهم. رأفة  بأنفسكم  و بمستعملي الطريق الذين أصبحوا يخافون من تهوركم .  قد يتم استهلاك الأكل السريع بسرعة أقل من تلك التي قد  توصل إلى قسم المستعجلات.  احموا أنفسكم فتكلفة العلاج كبيرة  و لن تهتم بكم الشركات التي تشغلكم و لن تؤمن لكم أية حماية