انتخب المغرب يوم الاثنين 21 شتنبر الجاري بفيينا، رئيسا للدورة الرابعة والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الهيئة الإدارية العليا لهذه المنظمة الأممية، بعد تزكيته بالإجماع، في شخص السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية بفيينا، عز الدين فرحان.
وأعرب فرحان عن عميق امتنانه لأعضاء المجموعة الإفريقية لتأييدهم لترشيحه، بالإجماع، وعن خالص شكره لجميع الدول الأعضاء في الوكالة لانتخابه بالتزكية رئيسا لدورة المؤتمر العام الـ 64.
وأوضح فرحان، أن هذه الدورة تنعقد في ظروف عالمية عصيبة وظرفية دقيقة وسياق دولي استثنائي بسبب جائحة “كوفيد-19″، التي فرضت على المجتمع الدولي إعادة رسم خططه وترتيب أولوياته وتحديد أهدافه.
وحسب السفير، فإن هذه السنة تعتبر مرحلة مفصلية بالفعل بالنسبة للوكالة، حيث ما فتئت الوكالة تواجه تحديات غير مسبوقة ومنقطعة النظير، فرضها الإغلاق وتغيير أساليب العمل التقليدية بسبب الجائحة.
وحرص فرحان بهذه المناسبة على الإعراب عن تهنئته للمدير العام للوكالة على قيادته في اتخاذ تدابير استباقية لأكبر مبادرة عملية اضطلعت بها الوكالة في تقديم الدعم لأزيد من 125 بلدا من شتى أنحاء العالم، عبر توفير الخبرة التقنية والمعدات النووية والإشعاعية للكشف عن “كوفيد-19” ومنع تفشيه.
كما أشاد السفير بإطلاق مبادرة زودياك (أي العمل المتكامل للأمراض الحيوانية المصدر) هذه السنة، والتي تسعى إلى التخفيف من حدة ما قد يظهر من أوبئة في المستقبل، عن طريق استخدام التكنولوجيا المستمدة من المجال النووي، وهي مبادرة راهنة لقيت ترحيبا من قبل الدول الأعضاء خلال اجتماع مجلس المحافظين الأسبوع الماضي.
واستعرض فرحان بعض الإنجازات الهامة للوكالة في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أنها تقدم الدعم من خلال مشاريع التعاون التقني إلى 45 بلدا أفريقيا. ويشمل هذا الدعم إنجاز مشاريع وطنية وإقليمية في مجالات مثل الأغذية والزراعة، والصحة والتغذية، والطاقة، وتطوير المعرفة النووية، والأمان، والماء والبيئة، والتطبيقات الصناعية، والتكنولوجيا الإشعاعية.
وخلال الجائحة -يضيف السفير- استفاد ثلث الدول الأفريقية الأعضاء من الوكالة بمساعدة قيمة تمثلت في توفير التكنولوجيا المستمدة من المجال النووي للكشف المبكر عن “كوفيد-19” ومنع تفشيه.
وحسب الدبلوماسي المغربي، فيما يتعلق بالطب النووي على وجه الخصوص، تدعم الوكالة الدول الأعضاء الإفريقية في مجال الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية لتوفير الرعاية المثلى للنساء المصابات بسرطان عنق الرحم، الذي يفتك بحياة أكثر من 300 ألف امرأة كل عام.
وأضاف أن 90 في المائة من هؤلاء النساء يعشن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وهو ما يجعل هذه الآفة أشيع أنواع السرطان الذي يصيب النساء في حوالي نصف بلدان جنوب الصحراء الكبرى.
ولهذا -يؤكد السيد فرحان- سيتم بشراكة مع الوكالة تنظيم حلقة نقاش افتراضية رفيعة المستوى تعقد مباشرة بعد الجلسة العامة الأولى لدورة المؤتمر العام الحالية حول موضوع “دور التكنولوجيات النووية في مكافحة سرطان عنق الرحم في القارة الأفريقية: التجارب السابقة والآفاق المستقبلية”.
يشار إلى أنه سيجري خلال هذه الدورة من المؤتمر العام المنظمة تحت شعار ، تنظيم 39 حدثا موازيا عبر الإنترنت، سيكون جزء منها متاحا للجمهور.
وتشمل هذه الاجتماعات التي تروم تسليط الضوء على العمل المنجز بالوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأعضاء عن طريق التقنيات النووية، بشكل خاص التركيز على التطبيقات الممكنة للمقاربات القائمة على الذكاء الاصطناعي في العلوم النووية، ومساهمة الطب النووي في علاج السرطان عبر العلاج الإشعاعي، وحماية الموارد المائية في العالم من الاستعمال المفرط والتلوث.
وستشكل هذه الدورة، أيضا، مناسبة لعرض مبادرة جديدة تتوخى تعزيز فعالية أنظمة المحاسبة والمراقبة الوطنية للمواد النووية.
وستتميز هذه الدورة، أيضا، بحفل تقديم المعاهدات الرامية إلى تحفيز الانضمام للمعاهدات متعددة الأطراف ومنح ممثلي الدول الأعضاء فرصة إيداع آليات التصديق أو القبول أو الموافقة أو الانضمام.