إدريس المغلشي
تحتل المدرسة في المجتمعات بمختلف مرجعياتها مركز الاهتمام بالنظر لدورها المهم والذي يتجلى من خلال عدة معطيات بناء على ماترصده الحكومات المتعاقبة من ميزانيات ومن نقاش في تدبيرها والسعي لارساء حكامة تضعها على السكك الصحيحة لتؤدي دورها كاملا اتجاه المجتمع .الكل يراهن على المدرسة لكن يبدو جليا اننا في الآونةالأخيرةاصبحنا في وضعية التملص من المسؤولية او التفويت في اطار القطاعات التي تنتج الأزمة وتستنزف المال العام دون نتيجة تذكر ، بالنظر لمجمل الخلاصات التي ذهبت الى الفشل الحتمي في الاصلاح دون محاسبة تذكر وعدم القدرة على القطع مع الماضي بكل سلبياته.كل الذين يعطوننا الدروس في نظرية الإصلاح والتطور والاقلاع نحو منظومة مواكبة ومنتجة تستجيب للتحديات الراهنة وخلق جاذبية للمدرسة بما يمكنها من دورها المنصوص عليه في الدستور وبما يجعلها قادرة على التناقس مع باقي الدول في محطات علمية جعلونا نخجل من ذكر رتبنا فيها.
ماوقع مؤخرا بمراكش بمدرسة عائشة أم المؤمنين الابتدائية والبنيةالعمرية فيها لاتتعدي الخمسةعشرسنة وبعدما تناولت العديد من الصحف خبر الشيشة الالكترونية بفضاءاتها من اطفال صغار وهو أمرينسف كل مقتضيات النصوص وينفي عن مدارسناالتعليمية تلك القداسةالتي استلهمناها جيلا بعد جيل بحيث لم نكن البتة نفصل بين المدرسة والمسجد كأماكن خاصة بالعلم والتربية ولاشيء غير ذلك .الآن أصبحنا نسمع عن سلوكات مشينة تمس بالأخلاق والسلوك المدرسي . لقد غدت ماخورا تمارس فيه كل انواع الانحرافات بل ثبت بالملموس انها لم تعد قادرة على تأطير المجتمع بعدما تم اختراقها من طرف الشارع بكل اسلحته الفتاكة والتي لم تعد المدرسة قادرة على مواجهته . والدليل على مانقول تصرف الإدارةبكل مكوناتها اتجاه الاشكال .
فقد اوردت بعض الجرائد مانصه :أستاذة فورمعاينتها للطفل وهويدخن الشيشة الالكترونية وسط حلقة من أقرانه الأسبوع الماضي حتى سارعت لمصادرة الوسيلة واقتياد الفاعل الى مكتب المدير الذي استدعى بدورة الشرطة للقيام بالمتعين . الخبر يفسر حالة من التفويض والاستسلام الذي عبرت عنه كل مكونات المنظومة وبالتالي من حقنا التساؤل اين هوالدورالتربوي لمديرالمؤسسة والمدير الاقليمي والجهوي؟ لماذا لم نقارب الموضوع تربويا اولا قبل طرحه على جهات اخرى؟ ماموقع جمعية الآباء واولياء وأمهات التلاميذ من النازلة ؟هل نحن مقدرون للآثار النفسية التي ترتبت عن الحادث بكل تداعياته على الاطفال الصغار وهم يتابعون الشرطة تقوم بدورها في غياب تام لمكونات المؤسسة، المجلس التربوي ومجلس التدبيروخلية الاستماع والانصاف .
صورة تشكل نموذجا لكثير،من الحوادث التي تقع و بالقدر الذي تكشف حقيقة اجتياح الشارع لمؤسساتنا التعليمية واستسلامها بشكل طوعي في ظروف قلت فيها الامكانيات بالقدرالذي يكشف ان المقاربة التربوية تبقى سجينة نصوص قانونية لاتحركها الجهات المعنية سوى لتصفية الحسابات او لاستهداف البعض .