أوراق من ساحة المقاومة المغربية التقرير الاستخباراتي رقم : 1148 لسنة 1937 بتوقيع العميد روكس التقرير رقم 1148 مذكرة استعلامية يذكر أن اجتماعا تم تنظيمه من طرف الوطنيين أمس ، من الساعة الثامنة وثلاثين دقيقة إلى الحادية عشرة ليلا بمنزل الجبلي ، قاعة بناهيض ، درب بناصر الذي يسكنه مولاي العربي . وقد حضر هذا الاجتماع تلاميذ المدارس والصناع التقليديون الذين بلغ عددهم حوالي 500 فرد . وقد قدم مندوبو التعاونيات تقييما عن لقائهم مع السلطان في موضوع تجارة القمح والشعير . وبعدها أخذ الكلمة مولاي عبد الله إبراهيم ، ليحثهم عل متابعة منهجهم في تقديم الشكايات جماعة . كما تلا عدة آيات من القرآن تتعلق باستقلال المسلمين . بعدها أخذ الكلمة أحمد بن عبد الكريم الديوري ، طالب ، يسكن بالدار البيضاء عند والده الذي يعمل تاجرا ، ليخبر الجمع أن هذا الاتحاد يوجد بالبيضاء وفي كافة مدن المغرب . بعد الاجتماع ، انطلق الجمع مرددين النشيد الوطني الذي أنهوه بالأزقة المجاورة ، من جهة أخرى ، وزع أمس الوطنيون : مولاي عبد الله إبراهيم ، محمد الملاخ ، عبد القادر حسن وأحمد المسفيوي ، على المنازل منشورات بالعربية والعبرية والفرنسية ، تحتج فيها الحركة الوطنية بمراكش ، ضد الإجراءات التي اتخذتها سلطات مراكش يوم الجمعة 10 شتنبر 1937 ، وتؤكد فيها أنه لا توجد أية عداوة ضد أي أحد مهما كان ، وخاصة اليهود . كما لا توجد رغبة في إشعال حرب دينية أو عرقية . المنشورات المكتوبة بالفرنسية مطبوعة بآلة الطباعة ، وتلك المحررة بالعربية سحبت على آلة النسخ ، أما تلك المحررة بالعبرية فبدار الطباعة .
الاخوة اليهود
ان السلطات المحلية بمراكش ترید خلق جو من الكراهية بينكم انتم اليهود وبيننا نحن المسلموم الوطنيون .
وتريد كذلك أن يسود الاعتقاد بان حركتنا الوطنية تعتمد النهب والفوضي . ولبلوغ هذا الهدف الخبيث تتخذ من وقت لآخر احتياطات مختلفة زاعمة أنها وط طي مو لحماية ممتلكات اليهود وأرواحهم . إن حركتنا الوطنية لا تكن أي كراهية لأي كائن بشري مهما كان ولا تريد إشعال أي حرب دينية أو عنصرية . أب وفي يوم الجمعة 10 سبتمبر أرسلت هذه السلطات قوات ومدافع رشاشة إلى الملاح لأجل أن يعتقد اليهود الدين هم مغاربة أن ” الحركة الوطنية المغربية ” تشكل خطرا على وجودهم وعلى ممتلكاتهم . الا ان الحركة الوطنية المغربية لا تريد أي سوء لليهود ولاحتى للأوروبيين . لقد قاومنا دائما من اجل وحدة السلالات والجهود لإعادة إحياء وطننا الغالي حتى يتمكن كافة المغاربة ” يهودا و مسلمين ” من الاستمتاع بحقوقهم الطبيعية الحياة . واليوم ، وجهنا بخصوص هذا الموضوع إلى الأوساط الحكومية المسؤولة ، ة احتجاج على محاولة السلطات إفساد جو العلاقات بين اليهود والمسلمين .
الاثنين 15 سبتمبر 1937
الحركة الوطنية بمراكش
فراري وأنا طفل من الاعتقال أشرف على عملية الأسر هذه خليفة للباشا الكلاوي يدعى ” البيار ” ، كان الباشا قد كلفه بتنفيذ هذا المخطط ، وكان أحمد البياز ظالماء وطاغية . أما أحمد الزموري رئيس محكمة الباشوية ، فكانت له علاقات طيبة مع جدي لأمي . اتصل به ، وأخبره بأنه أصبح من الضروري أن يغادر مولاي العربي – أي والدي – مراكش ، كي لا يتعرض للاعتقال ، وبأن سيتم اعتقالهم . معاقبة الجميع ستكون شديدة ، لأن اسم والدي كان ضمن لائحة الذين ونظرا لعلاقة الحياء ، التي كانت تربط جدي بأبي ، وهي علاقة تقليدية مطبوعة بالاحترام والوقار ، لم يجرؤ جدي على مفاتحته حول هذه القضية فاتصل بعمي ، الذي كان يكبر أبي سنا ، لكي يعينه على إخبار أبي ، وإقناعه بمغادرة مراكش . ولكنه رفض ، وأجابهم : – أنا واحد من الناس ، إذا وقعات لهم شي حاجة ، حتى أنا منهم . انشغل عمي كثيرا برفض أبي مغادرة مراكش ، وكنت ، بدافع الفضول لمعرفة ما يدور من حولي ، أتتبع تفاصيل مشاوراتهم . اضطر عمي إلى أن يستعين بوساطة جدتي لأبي : كانت امرأة محترمة ، ضريرة ، ومقعدة . وكان أبي يكن لها احتراما لا يوصف : يفتتح أيامه دائما بتقبيل رأسها ، ويديها ، ورجليها ، وهي تدعو له بالسلامة والتوفيق . كان عمي يدرك تماما عمق هذه العلاقة بين أبي وجدتي . لذلك أخبرها أن أخاه ، أي والدي ، سيتعرض للاعتقال ؛ وطلب منها أن تتدخل لتنصحه بالمغادرة حتى لا يتم اعتقاله . كانت جدتي تنادي والدي : ب ” العربي ” فقط ، دون ” مولاي ” . طرحت عليه السؤال التالي : – واشبغيتي تقتلني ، أولدي ؟ ( = هل تريد قتلي يا ولدي ) . أجابها دهشا : – الله ، يا أمي . ما يمكنش ندير شي حاجة تضر بك ( = لا يمكن أن أقوم بأي فعل يضربك ) .