ايفانكا تلك الشقراء الفاتنة .اسم ليس كباقي الاسماء له سحر خاص لا يقاوم ، فهو يجعلك تردده لكثير من المرات دون ضجر او ملل ، لن تجد لها معنى في كل المعاجم ،فهي كلغز ياسر التفكير دون جواب ، كثير هي الاسماء التي تثير فينا شغف وفضول البحث عن اسرارها ومدلولها ، بعدما تاخذ بلبك من رنات نطق حروفها ، الذي يشبه الى حد بعيد سمفونية من ارقى المعزوفات العالمية في ليلة شتوية باردة على خشبة افخم قاعات المسارح الاوروبية ، و هنا تحضرني مفارقة غريبة لايمكن تجاوزها ” فبين مجتمع يتذوق الموسيقي ويعشقها حد الثمالة فيطلق اسم موسيقار كبير مشهور ابن البلدة على تلك المؤسسة وبين مجتمعات متخلفة تطلق اسما لاعلاقة له بالموسيقى ولابالفن اطلاقا على نفس الدار ، وتلك مشكلة اخرى توضح مدى جاهزية البعض وقدرته واصراره على قتل كل شيء فينا حتى الذوق.”
قال احد الظرفاء ونحن نتداول اسم ايفانكا اثناء زيارتها الاخيرة للمغرب في حوار عابر حيث شبهها في جمالها وتادبها وتواضعها ونشاطها ومرحها كقارورات بلورية بها نبيذ معتق اصطفت على طاولة،فاسكرت من نشوتها عواصم عربية . لقد اصابت القوم بعربدة لا متناهية نحن من سيؤدي ثمنها. نحن لانجيد سوى قرع طبول للاستقبال وطبق حلوى ومشروب شاي نريده ان يحل كل اشكالاتنا الديبلوماسية .انه شرابنا المفضل واليومي لشريحة اصابها العطب الاقتصادي فاكتفت به مع كسرة خبز تطلب الكفاف والعفاف. صورة مهما فسرناها مع تلك القبلة بكل الايديولوجيات فستبقى في نظري المتواضع قبلة على جبين كف بادلها سحرا وجمالا،وعطفا وحنانا كسر كل اعراف وبروتوكولات الاستقبال ، انها وضعيتنا الحقيقية ياسادة. فلاتطلبوا المستحيل…!
كفى من التنطع…!
ايفانكا كلمة مرخمة تستمد دلعها وغنجها من اسم ايفانا ذي الاصول التشيكية. للمراة الاولى في امريكا ، زوجة رونالد ،الاسم الساحر الذي كسر فينا نخوة الايباء،وانتزع منا الاعجاب غصبا،وكيف ان الترويج للسياسة الخارجية تحتاج لنماذج تجمع بين الكفاءة والجمال ،حتى نختصر المسافات ونحقق النتائج المرجوة ،تعلموا من رئيس يتعامل بالسياسة على انها تجارة معادلتها للحسم بين الربح والخسارة …!
الم تكسر ايفانكا بعد طابوهات الدول العربية التي زارتها والتي سقطت كورقة التوت بعدما طبلوا لها لعقد من الزمن في اصرار مقيت ، لقد راقصت كبارهم وفحلهم في حفل استقبال ، بنو عربان راقصوها حاملين سيوفا لم يخوضوا بها معارك سوى على بني جلدتهم بالوكالة ،حفل باذخ وبعده عادت رفقة ابيها محملة بودائع واموال لتمويل حروب عربية عربية ، فهي لاتعود من تلك الديار بخفي حنين .انها المقاربة البديلة التي لامجال فيها للعاطفة. فايفانكا وزوجها كوشنر يقودان مخططا جديدا جهنميا باليات فتاكة لن تصمد امامها لا الاستراتيجيات المرتجلة ولا اهازيج استقبال فولكلورية ولاقبلة عفوية بريئة ، فقد تم توزيعها من قبل على ايدي ساسة فشلة لازالوا يصفعون خدنا بكل القرارات الصادمة وبلا هوادة ومنهم من احترقت اوراقهم من قبل. بعدما تقدموا على انهم منقذي المرحلة .ونحن قابعين ننازع ايفانكا قبلة
ورقصة نجاح بالنقذ والتحليل. فلنكتف باشكالاتنا الداخلية لعلنا
نجد مخرجا لكل هذه المطبات .
ذ ادريس المغلشي