عبد الرزاق القاروني
بهدف تقوية القدرات التنشيطية والتدبيرية لمنسقات ومنسقي الحياة المدرسية الجدد، في إطار برنامج دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكيات المشينة بالوسط المدرسي “APT2C”، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بمراكش، يومي 07 و08 مارس 2023 بمقر الثانوية الإعدادية الصفاء التابعة لها، فعاليات الدورة التكوينية لفائدة المؤسسات التعليمية الثانوية الإعدادية والتأهيلية، المنخرطة، في هذا المجال على صعيد المديرية، برسم مرحلة التعميم، التي توافق الموسم الدراسي 2022-2023.
ويأتي تنظيم هذه الدورة التكوينية، في إطار تفعيل مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17، المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وتنفيذا للمضامين والتدابير الواردة في خارطة الطريق لإصلاح منظومة التربية والتكوين 2022 -2026.
وبهذه المناسبة، ألقى سعيد ماكوري، رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية، كلمة، باسم هذه المؤسسة، مؤكدا من خلالها أن هذا البرنامج يختزل الحياة المدرسية، إذ يتماهى مع كل ما يقوم به منسقات ومنسقو الحياة المدرسية داخل المؤسسة التعليمية من أنشطة، مشيرا إلى تطور أعداد المؤسسات المنخرطة في هذا الشأن، على صعيد المديرية من مرحلة إلى أخرى، حيث كان هذا العدد، برسم المرحلة الأولى 5 مؤسسات، ليصل في المرحلة الموالية 10، و15 في المرحلة الثالثة، في حين بلغ في المرحلة الرابعة 45، وينتهي في مرحلة التعميم بـ 46 مؤسسة، وبذلك يكون إجمالي المؤسسات المحتضنة للبرنامج، على مستوى هذه المديرية، ما مجموعه 121 مؤسسة.
وأضاف أن شركاء البرنامج قد ارتأوا تعميمه على مختلف المؤسسات غير المنخرطة فيه، نظرا للنتائج المهمة التي حققها والأهداف التي يخدمها، من تعزيز للتسامح والسلوك المدني والمواطنة ووقاية من السلوكيات المشينة بالوسط المدرسي، مبرزا أن مديرية مراكش تتميز بكونها تتوفر على فريق إقليمي متمرس، في مجال مضاعفة التكوين حول البرنامج، ومشيرا إلى الإقبال الكبير على هذا الصنف من الدورات التكوينية، سواء من منسقي الحياة المدرسية الجدد أو القدامى، نظرا لغناها وتنوعها، وخصوصا تقاسمها لمعارف ومهارات تقنية حول الأسناد التثقيفية التي يشتغل عليها البرنامج، من فيلم تربوي وإذاعة مدرسية، وقصة مصورة، إضافة إلى المسرح التفاعلي، ومقدما وافر الشكر والامتنان لكل من ساهم، من قريب أو بعيد، في تنظيم هذه الدورة، ومتمنيا كامل التوفيق والنجاح لفعالياتها.
وبدوره، ألقى عبد الرزاق القاروني، المنسق الجهوي للبرنامج بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، عرضا تأطيريا، تطرق من خلاله لمرجعيات اعتماد هذا البرنامج بمنظومة التربية والتكوين، على مستوى الوطن، ولمراحل الاستفادة من التكوين في إطار البرنامج، مع ذكر المؤسسات التعليمية المعنية بهذا المجال، منذ بدء تنزيله إلى مرحلة تعميمه، برسم الموسم الدراسي 2022-2023، ومبرزا مشاركة الأكاديمية في المسابقة الوطنية للمؤسسات المنخرطة، في هذا الشأن، وحصيلة وخطة عمل البرنامج، على صعيد الجهة، برسم الموسم الدراسي الحالي، إضافة إلى بعض العمليات التواصلية والإشعاعية للأكاديمية، في الموضوع.
ومن جهتها، قدمت إلهام النحيلي، المنسقة الإقليمية للبرنامج بالمديرية، ورشة تكوينية حول إعداد مشاريع البرنامج، عالجت عبرها الأهداف من الأنشطة المبرمجة، في إطار البرنامج، وكيفية بناء المشروع، علاوة على شرح وتوضيح الحقيبة التكوينية وشبكة إعداد المشروع، في هذا الشأن.
أما الحسين البكار، مدير الثانوية الإعدادية الشرف، التابعة للمديرية، فقدم ورشة حول منهجية إعداد مشروع البرنامج، تحدث من خلالها عن عدد من القضايا، من أبرزها: الهدف من الورشة، والأطر المرجعية، وتحديد المفاهيم، في هذا الإطار، إضافة إلى شرح نموذج من مشروع البرنامج.
إلى ذلك، قام أعضاء فريق مضاعفة التكوين الإقليمي، المتكون من المؤطرات والمؤطرين سعاد مديني ونظيرة حيسو، وعبد الصادق مدليب، علاوة على أحمد بلعى، بتنشيط ورشات في مجال الأسناد التثقيفية للبرنامج، والتي كانت فرصة لتقديم عروض نظرية وحصص تطبيقية، من أجل جعل المستفيدين من الدورة التكوينية يتملكون، بسلاسة وانسيابية، آليات الاشتغال، ضمن البرنامج.
وفي الختام، وأثناء المناقشة، عرفت هذه الدورة التكوينية، طرح مجموعة من التساؤلات والاستفسارات، من طرف المستفيدين منها، التي توخت التنزيل الأمثل للبرنامج، وتجويد التعلمات، مع الرفع من القدرات التنشيطية والتدبيرية بالمؤسسة التعليمية، على صعيد الجهة.
ويذكر أن هذا البرنامج الواعد والمتميز بمنظومة التربية والتكوين، على صعيد الوطن، الذي يروم التفعيل الأمثل للأندية التربوية بالمؤسسات التعليمية، هو ثمرة شراكة نوعية تقوم على تكامل الخبرات بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب “PNUD”، والرابطة المحمدية للعلماء، بمساعدة سفارة دولة النرويج بالرباط، ويطال 435 ثانوية تأهيلية وإعدادية، على صعيد الأكاديمية.