في إطار تنزيل خارطة الطريق ،2026-2022 كشف مشروع “مدارس الريادة” الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن نتائجه الأولية.
ويتعلق الأمر، بدراسة صادرة باللغة الإنجليزية بتاريخ 28 شتنبر 2024 قام بها مختبر المغرب للابتكار والتقييم (MEL)، وهو نتيجة لتعاون بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (P6UM)، ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (PAL-J ) التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومؤسسة هارفارد للتنمية الدولية (CID)، ومجتمع جميل (Community Jameel).
أظهرت نتائج السنة الأولى من تجريب نموذج “مدارس الريادة” في 626 مدرسة ابتدائية عبر ربوع المملكة، خلال الموسم الدراسي 2024/2023 ، الأثر الملموس المحقق على مستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ، وهو ما يجعل الخيارات التي اعتمدتها بلادنا ضمن أفضل 1% من حيث التقدم في مجال التعلم في فئة الدول المماثلة.
تحسن غير مسبوق في نتائج التلاميذ
أظهر التقرير الأخير أن البرنامج أسفر عن تحسين مستويات تعلم التلاميذ بشكل يفوق التوقعات. بعد عام واحد من إطلاقه، جاءت النتائج على النحو التالي:
• اللغة العربية: تحسن بمقدار 0.52 انحراف معياري، وهو ما يشير إلى تقدم ملموس في قدرة التلاميذ على القراءة والكتابة.
• اللغة الفرنسية: تحسن كبير بلغ 1.30 انحراف معياري، مما يعكس نجاح البرنامج في رفع مستوى الإلمام باللغات الأجنبية.
• الرياضيات: سجل الطلاب تحسنًا بمقدار 0.93 انحراف معياري، وهو تحسن لافت في القدرات الحسابية والتفكير النقدي.
التقرير أشار إلى أن هذه النتائج تعد استثنائية على مستوى البرامج التعليمية المماثلة في الدول النامية، حيث تجاوزت التأثيرات نسبة 99% من التدخلات التعليمية السابقة في تلك الدول.
استجابة للأزمة التعليمية
يعاني المغرب منذ سنوات من أزمة تعليمية كبرى، حيث أظهرت تقارير دولية مثل PIRLS وTIMSS أن الطلاب المغاربة يحتلون مراكز متدنية في القراءة والرياضيات مقارنة بدول أخرى. في هذا السياق، جاء برنامج مدارس الريادة كاستجابة مبتكرة لحل هذه الأزمة، معتمدًا على أفضل الممارسات العالمية مثل التعليم الموجه وفق مستوى التلاميذ وليس الصف الدراسي.
دعم شامل للتلاميذ
من بين أهم مميزات البرنامج هو الشمولية، حيث استهدف البرنامج جميع التلاميذ والتلميذات ، مع تركيز خاص على دعم الفئات الأكثر تأخرًا. فعلى سبيل المثال، أظهر التلاميذ الذين كانوا في أسفل سلم الأداء عند بدء البرنامج تقدمًا ملحوظًا، وخاصة في مادة اللغة العربية. كما كان التأثير متساويًا تقريبًا بين الجنسين، مع تفوق بسيط لصالح الإناث في بعض المواد.
إشادة دولية وإمكانية التوسع
أشاد الخبراء المحليون والدوليون بنتائج البرنامج، معتبرين أنه خطوة مهمة نحو إصلاح النظام التعليمي في المغرب. وتخطط وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل أكثر من 2000 مدرسة إضافية في العام الدراسي المقبل، ما يعني أن حوالي 30% من التلاميذ المغاربة سيتمتعون قريبًا بفوائد هذا البرنامج.
تطلعات المستقبل
في ضوء النتائج التي حققها برنامج مدارس الريادة ، تتطلع وزارة التربية الوطنية إلى الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات التعليمية على نطاق أوسع. كما أن هناك خططًا لتحليل مكونات البرنامج بشكل أعمق لمعرفة العناصر الأكثر فعالية، والعمل على تحسينها وتوسيعها لتشمل جميع المدارس في المغرب بحلول 2026.
وللاشارة، فإن نموذج “مؤسسات الريادة” قد تم إعداده وفق مقاربة متعددة الابعاد تغطي المحاور الثالث لخارطة الطريق ،2026-2022 وهي: التلميذ، والاستاذ، والمؤسسة التعليمية. وتشمل المحاور الرئيسية لهذا النموذج منهجية تعليمية منظمة ومعالجة التعثرات حسب مستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ. كما تتضمن مكونات أخرى كمفهوم “الاستاذ(ة) المتخصص(ة)” في تدريس اللغة العربية، والفرنسية والرياضيات، إضافة إلى الاعتراف بالمجهودات التي تبذلها المؤسسات المنخرطة بنجاح في البرنامج من خلال نظام “علامة الجودة”