نور الدين بلكبير
بدأ السيد عبد الإلاه بنكيران رئيس الحكومة المعين غداة الانتخابات التشريعية ليوم 7 أكتوبر 2016، مفاوضاته لتشكيل الحكومة، وكله ثقة بالنفس نظرا للنتيجة المحصلة عليها في تلك الانتخابات، حيث تمكن من هزم من غريمه و”عدوه” حزب البام برئاسة الياس العمري، كما تمكن من الرفع من عدد نوابه بمجلس النواب حيث وصل العدد الى 125 مقعدا علما انه كان حصل على 106 مقعدا خلال انتخابات 2011، وكان تلك النتيجة مرتفعة رغم القرارات اللاشعبية التي أقدمت عليها حكومته، ودون أن تتدخل وزارة الداخلية للتقليص من تمثيليته او إضعافه، وهو ما اعتبره مؤشرا زاده ثقة كبيرة جعلته يعتبر نفسه الشخص المرغوب فيه والذي لا يمكن التخلي عنه في تلك الفترة، اذ اعتبر نفسه تمكن من انجاز مهتين اساسيتين، تمثلتا في تمرير العديد من ” الإصلاحات الكبرى” والممثلة في اصلاح نظام التقاعد عن طريق الرفع من سن التقاعد ومن المساهمات المرفوقة بالتخفيض من اجر المعاش، والاجهاز على صندوق المقاصة وتحرير اسعار المحروقات، وهي الإصلاحات التي لم تستطع الاقدام عليها جل الحكومات التي سبقته، كما انه اعتبر نفسه خلق ثقة المخزن في الإسلاميين بعدما كانوا قبل 2011 القوة السياسية التي يجب ابعادها، إذ تم التلويح بحل الحزب على إثر احداث 16 ماي 2003 في المرحلة الاولى، والعمل على إبعاده عن تسيير الشأن العام في المرحلة الثانية عبر الرفض القوي للمقترح الامريكي الذي كان يريد بدأ تجربة مساهمة الإسلاميين في السلطة بالعالم العربي من المغرب ، وما تلاه من تحالفات سياسية الغرض منها إقبار الإسلاميين.
كل هذا اذا اضفنا له انه كان يعتبر علاقته جيدة مع السيد اخنوش، خاصة ان سانده داخل الحكومة بل وقف في وجه وزراء حزبه في ما يتعلق بتدبير ملايير المخطط الاخضر.
كل هاته المعطيات جعلته يقدم على بدأ المفاوضات وهو مطمئن بأنها ستكون سهلة و بأن كل ما سيتم مناقشته هو عملية توزيع الحقائب الوزارية على الاحزاب المشاركة، الا ان السيد اخنوش كان له راي اخر،
ذلك ان مباشرة بعد بدء لقاءهما وضع اخنوش ثلاثة شروط على بنكيران من اجل العمل في تحالف حكومي، وتمتلث هذه الشروط في:
– اولا الفيتو على تواجد حزب الاستقلال في الحكومة.
– ثانيا اشتراط تواجد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحكومة
– تالثا خاطب اخنوش بنكيران قائلا ” خلال خمس سنوات القادمة، لا اريد سماع كلمة التحكم”.
السيد بنكيران الذي تفاجأ باسلوب ولهجة مخاطبه، اجابه فقط بان ما قيل له الان يعتبر هو ” بداية التحكم”.
بعدها خرج بنكيران مستاء من اللقاء، وقد سرب جزءا منه لاحد الصحفيين، ثم بدأ في التشكي من تصرف اخنوش، وهنا سيطلق العنان لفمه وكما يقول المغاربة سيقدم على ” جيب يا فم وقول” رغم أنه كان حريصا خلال شكواه على إظهار دفاعه عن الملكية، معتقدا انه فعلا لن يستطيع المخزن التخلي عنه، كلامه هذا، جعله شخصا مغضوبا عليه، و غير مرغوب فيه نهائيا، وبالتالي إعفاءه، وحتى حرمانه من تحمل أية مسؤولية في مؤسسات الدولة مستقبلا.
وهذا سيكون موضوع الحلقة المقبلة