كان النظام الجزائري في منتصف السبعينيات يعتقد في قرارات نفسه أن افتعال قضية الصحراء سيجعل من الجزائر سيدة شمال إفريقيا والآمر الناهي في محيطها الإقليمي ، و لن يتأتى لها ذلك إلا بإبعاد المغرب ، من خلال إقحامه في حرب إستنزاف طويلة تضرب إقتصاده و استقراره السياسي ، مما سيمهد الطريق لإسقاط المؤسسة الملكية و دخوله في حرب أهلية تعجل بتقسيمه لدويلات….
مرت السنوات و العقود ، و ظل المغرب شامخا واقفا في وجه النظام العسكري الجزائري العدو ، بل إستطاع تحويل قضية الصحراء المغربية بحنكته و قدرته الفائقة على الصمود ، إلى شوكة في حلق الجزائر بصرفها ما لا يقل على 500 مليون دولار سنويا على ميليشيات البوليساريو الإرهابية ، من خلال المرتبات و الدعم الدبلوماسي و شراء الذمم و العتاد الحربي و صيانته.
الأكثر من هذا، فواقعة الكركارات ، دفعت العسكر في الجزائر إلى رصد ميزانيات فلكية للجيش الجزائري تجاوزت 65 مليار دولار ، 80 بالمائة من هذه الأموال يتم ضخها في جيوب الجنرالات ،فيما لا يستفيد الجيش إلا من الفتات.
قضية الصحراء المغربية ، و بعد الانتصارات الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك ،تحولت فعلا لعامل هلاك للنظام الجزائري ، ستعجل بسقوطه عاجلا أو آجلا ، إما بسبب حجم الإنفاق على القضية ، أو بسبب الهزيمة و خروج الملف من يدها و بالتالي ضياع الورقة التي كانت و لاتزال تخيف بها الشعب الجزائري على مدار 50 سنة.