إدريس المغلشي
رغم المنتج المشترك بين مكونات المنظومة لم تستقرالساحة التعليمية على قرار وهي تعيش في السنوات الأخيرة عدة مناوشات بين مد وجزر طبيعي بالنظر لأهمية المحطة المفصلية التي نعيش اطوارها الأخيرة. والتي ستشكل بلاشك فصلا منهجيابين فترتين متباينتين.
الملاحظ اننا في امس الحاجة للقطع مع مرحلة سابقة اتسمت بهدر الزمن التدبيري، وغياب التواصل.لاشك ان المرحلة الحالية والتي يريد البعض تبخيس دورها عرفت مستوى عاليا من التواصل وهي تحرص على وضع الشغيلةفي اجواء ومعطيات الحوار. دون اغفال صعوبة المرحلة ودقتها كذلك.الذي يصنع الحدث لا يلتفت للغوغائيين فكما يقول المثل ” لي قال العصيدة باردة ايدير ايدو فيها ”
في قراءة متأنية للبلاغ المشترك بين النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية ووزارة التربية الوطنية الصادر يومه الاربعاء 20 شتنبر 2023 والذي سجل في ديباجته الحدث الذي استأثر بالاهتمام والمواكبة من طرف كل الفاعلين لزلزال 8 شتنبر 2023 والذي خلص لمعطى أساسي كثيرا ما تناولته بيانات النقابات التعليمية السابقة على الأقل، ووفاء للذاكرة النقابية على وجه الخصوص في فترة المرحوم الوزير الوفا وامزازي بعدما شكلت فرصة للنقاش حول ظروف اشتغال اطر هيئة التدريس بالمجال القروي اوماكان يسمى انذاك المناطق النائية والصعبة والتي أخذت حيزا زمنيا ليس بالهين تبلورت من خلاله عدة مقترحات مع الاسف ذهبت ادراج الرياح بالنظر لضيق أفق المسؤولين بالوزارة ماداموا غير قادرين على الدفاع على الكلفة المالية لهذا الورش الذي سيشكل حافزا اساسيا للاستقرار سواء للفاعل اوللمنظومة. لاسيما إذا علمنا بمرجعيته القانونية والتاريخية والتي لا يغيرها لا عامل الزمن ولا التقادم. خصوصا الميثاق في مجاله 4 المتعلق بتحفيز الموارد البشرية و في دعامته 13.
ويتجدد النقاش الآن من خلال تلك الاشارة التي اوردها البلاغ والتي تتطلب مرافعة قوية من اجل التفعيل لانها لم تات عبثا بل جاءت عن طريق قراءة سوسيولوجية واعية لواقع التدريس بالمناطق الصعبة. لقد كشف الزلزال الاخير في كل من الحوز وشيشاوة وتارودانت وازيلال ووارزازات على واقع من الهشاشة يعدمن المعيقات الاساسية لتنفيذ كل الخطط ومحاولات الاصلاح التي تخطط لها الوزارة . هذا الورش المسكوت عنه برز بشكل ملفت من خلال قراءة ماوراء سطور البلاغ الواعي والمسول حكمته ظروف لايمكن تجاوزها على إثر وفاة نساء ورجال التعليم ونحن نقدم لهم العزاء بهذه المناسبة ولكل مكونات الاسرة التعليمية جمعاء بتلك المناطق وفي تلك الظروف يفرض علينا وقفة تاملية للنظر في مصير القطاع ونجيب بالضرورة على سؤال محوري كثيرا مايتغافل عنه البعض .
ماهي الضمانات التي ستقدمها الوزارة للحد من مخاطر المهنة انصافا للشغيلة التعليمية ؟ وهل تمتلك رؤية استباقية من اجل انصافها ؟
نحن في مرحلة تقتضي ان نجدد التعبئة من اجل السعي للمطالبة بتأهيل فضاءات الممارسة المهنية للتدريس وفق شروط تتماهى مع نوايا واهداف الاصلاح وترسخ ثقافة التحفيز لضمان استقرار اسرة التعليم لتحقيق هدف اسمى وغاية كبرى تضمن استقرار منظومة تربوية ناجعة وتوقف نزيف ضياع مقدرات وخدمة لأولوية وطنية .