وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، رسالة مفتوحة إلى كل من: رئيس الحكومة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي، مدير المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بمراكش، جاء فيها عقب زلزال الاطلس الكبير المدمر ليوم 08 شتنبر 2023 الذي ضرب عدة أقاليم من البلاد، تعرضت بنية ثانوية ابن خلدون أكفاي التأهيلية الكائنة بجماعة اكفاي مديرية مراكش لأضرار بليغة مما حال دون عودة نحو 1800 تلميذة وتلميذ لفصول الدراسة وفق الأجندة التي حددتها الوزارة لمرحلة ما بعد الزلزال. حيث بدأت الدراسة في خيام مؤقتة تفتقد لأدنى الشروط المناسبة للعملية التعليمية سواء بالنسبة للتلاميذ ولا كذلك بالنسبة لأطر التدريس والإدارة، حيث انطلقت الدراسة بشكل متعثر في أكتوبر 2023.
هذه الخيام المؤقتة وعددها 26 خيمة ( خيمتين مخزنيتين من طرف المجلس القروي، 6 خيام مساهمة من طرف جمعية الآباء والأمهات، 10 خيم من طرف هيئة المحامين، 10 أخرى من جمعية ألمانية بفضل تنسيق الأساتذة والأستاذات) مما يعني أن الخيام تم توفيرها بفضل مجهودات جمعيات الآباء والأمهات وجمعيات المجتمع المدني، حيث تحولت ملاعب ممارسة الأنشطة الرياضية والتربية البدنية إلى مخيم للتدريس، في غياب كلي للجهات المسؤولة عن القطاع.
ورغم ذلك فإن الظروف القائمة ظلت غير ملائمة. لكون الخيام مزدحمة ومكتظة بالتلاميذ حوالي 50 تلميذ بالقسم، وتنقصها التهوية حيث سيادة الإغماءات وسط التلاميذ وبروز حالات من النزيف خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، وضعف الإضاءة وغياب فواصل بين الخيام، مما جعل البيئة التعليمية غير مناسبة للتعلم الفعّال. ومع الموجة الأولى من هبوب الرياح سقطت إحدى الخيام بتاريخ 23 أكتوبر 2023، مما زرع الرعب في نفوس التلاميذ والأساتذة على حد سواء، وتكرر نفس المشهد المرعب يوم 16يناير 2024 الشيء الذي دفع جمعية الآباء والأساتذة يطالبون ويحتجون مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتوفير فضاء مناسب للتعليم. وإحداث مؤسسات تعليمية جديدة لمواكبة التزايد السكاني وتوفير بيئة تعليمية ملائمة للجميع، رغم ذلك، استمرت الإدارات المعنية في تجاهل المشكلة وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير بيئة آمنة للتعلم.
ورغم كل هذه التضحيات الجسام لنساء ورجال التعليم ومعاناتهم إلى جانب تلامذتهم، فإن الجهات المسؤولة بقيت غائبة، فبعد مرور 200 يوم عن الزلزال، فالأشغال لم تنطلق بعد بالثانوية ولازال التجاهل واللامبالاة والاستهتار بمصير الموسم الدراسي هو المسيطر.
إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، نعتبر مقاربة الدولة للتعامل مع آثار زلزال الأطلس الكبير “الحوز” يفتقد للمردودية والنجاعة خاصة في التعاطي مع القطاعات الاجتماعية المتضررة المكفول لها حماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنهوض بالتعليم، كما أن واقع بعض المؤسسات التعليمية بالوسط القروي لمراكش وأخرى المشيدة قبل سنوات قليلة في الوسط الحضري بمراكش يحمل في طياتها شبهة الغش وعدم احترام المعايير التقنية والفنية والهندسة والجودة والمثانة ودفاتر التحملات أثناء الإنجاز عكس مؤسسات قديمة لم تتضرر بسبب الهزة الأرضية.
وبناء عليه فإننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، نتوجه لكم بحكم الصلاحيات المخولة لكم حسب الدستور ومواقعكم في تدبير وتسيير المؤسسسات العمومية وتنزيل السياسات العامة وتنفيذها، بالتدخل الفوري والعاجل لحل كل المشاكل المرتبطة بتداعيات الزلزال في الحقل التعليمي، واستشعار المعاناة المتراكمة التي يعاني منها التلميذات والتلاميذ ونساء ورجال التعليم على حد سواء.
كما نناشدكم بالعمل على رفغ الغبن عن مكونات المؤسسة لإنقاذ الموسم الدراسي بتأمين شروط أنسب وأفضل سواء للعمل أو للتحصيل المعرفي، والإسراع بتوفير بيئة حاضنة ومنتجة للعملية التعليمية والتعلمية.
ندعوكم السادة رئيس الحكومة، وزير التربية، مدير الاكاديمية، المدير الاقليمي إلى الإسراع بإعادة ترميم وبناء ما قوضه الزلزال خاصة أن انصرام 200 يوم عن الزلزال كانت كافية لو توفرت الإرادة والجدية لإعادة تشغيل المؤسسة بدل الاعتماد عن خيام نال منها البرد والحر مبلغا. كما نلتمس منكم فتح تحقيق شفاف وترتيب الآثار القانونية اللازمة عن كل تهاون أو غش وعدم احترام المعايير المعمول بها في مجال بناء المؤسسات التعليمية، باستحضار القانون وإنفاده والشفافية في إسناد المشاريع وتنفيذها.