إدريس الأندلسي
خرج شباب في رحلة استجمام في شاطىء يحمل إسم مصغرا للسعادة. هذا الشاطىء جميل و كبير و بجانبه مارينا و فنادق و مطاعم و غالبا ما يكون ليله بهيجا و نغمات سهراته مصدر غيرة لمن يسكنون على الجانب الأخرى للجزائر. خرج شباب من السعيدية، بعد سنة من العمل و السهر على تربية أطفال في عمر الزهور، لكي يستمتعوا بالطبيعة و الجمال فوجدوا أمامهم كائنات لا تستمتع إلا بالقتل العمد مع كثير من الترصد. ماذا يمكن أن تنتظر من طغمة حاكمة في الجزائر و ازلامها سوى الحقد و الحسد و النية الجرمية. حتى أبناء الجزائر الأحرار التواقين إلى بلدهم الثاني بالآلاف و الملايين عبروا عن خجلهم مما اقترفه المجرمون من البحرية أمام شباب عزل لا يحملون سلاحا و لا يشكلون خطرا. لو كنا نتعامل مع شباب الجزائر العابر لحدودنا الشرقية بنفس الأسلوب لكان أنهار الدم متدفقة. و لكن تربيتنا و مبادئنا تحرم علينا قتل النفس.
صرحت العائلات المكلومة و بعض الأصوات الحرة في الجزائر على جريمة كابرانات دولتهم و قال الناطق الرسمي بإسم حكومتنا القليل من الحروف. قال ” أن الأمر بيد السلطة القضائية “. يا للعجب! . المقتول مغربي و القاتل صاحب سلطة جزائري و سننتظر إلى أن تنظر السلطة القضائية في الموضوع حتى تتكلم الحكومة في شخص وزير الخارجية و وزير الداخلية و السلطات الأمنية يمكن أن ننتظر و لكن هذا الإنتظار لا يمنع من شجب مبدئي لهذا العمل الجبان و أضعف الإيمان أن يترحم الناطق الرسمي بإسم الحكومة الشاب مصطفى بايتاس على أرواح الشهداء. و الادهى من ذلك تلك النظرة الحادة التي وجهها إلى صحافي قديم هو شاكر العلوي و كأنه يلومه على طرح سؤال يهم اغتيال مواطنين مغربيين مزدوجي الجنسية.
السكوت عن هذه الجريمة لا يمكن أن يتحمله أي مغربي من طنجة إلى لكويرة. لذلك وجب إتخاذ كافة الإجراءات القانونية و الدبلوماسية لفضح النظام الجزائري المجرم و الذي يعطي الأوامر لإشعال نار الفتنة بين الشعبين. يجب على حكومتنا أن لا تسلم اي جزائري غامر بحياته للوصول إلى الأراضي المغربية. نعم اراضينا نعمة لنا و لضيوفنا من ضحايا نظام قمع و قهر و سلب للخيرات و تدمير للحريات. تصور ذلك الذي ولد في أرض تزخر بالخيرات البترولية و يرى على الجانب الغربي من بلده أناس يعيشون دون طوابير على زيت و دقيق و غاز و أرز و سمك و إمكانية تجول في أسواق و قضاء حاجات لا تحتاج إلى ملايين الدينارات المتأكلة بسعر الصرف. يؤسفني ما يقع و يؤسفني رد فعل ناطق رسمي لا يتفاعل مع حدث جلل. السياسة يا أيها الناطق الرسمي هي التعبير عن احساس المواطن قبل قراءة روتينية لمجالس حكومية روتينية لا طعم لها سياسيا