محمد نجيب كومينة
َاي نوع من اليسار هذا الذي يؤجج العداء لبلد جار ولشعب دفاعا عن تكوين قبلي راسخ في التخلف؟
اي يسار هذا الذي يؤجج العنصرية المقيتة ضد المغاربة؟
بوديموس كانت رد فعل على ازمة وبقيت كذلك، فاقدة لافق يجعلها تتجاوز لحظة افرزتها، ولذلك انتهى بها الى الامر الى هزيمة انتخابية مؤخرا ليتبين لزعيمها، الذي قرر الاعتزال، انها كانت تعبيرا عن مزاج عام في لحظة و لا تمتلك القدرة، المفروض توفرها لدى قوة سياسية، على الاستمرار والعمل في الزمن الطويل، زمن التدافع السياسي، فالفقاعات تنفجر بسرعة.
ويتبين ان بوديموس، التي جمعت خليطا من الفاشلين والحالمين معا، تجد نفسها تنجر الى مستنقعات نثنة باقترابها من اليمين المتطرف المعادي للاجنبي والعنصري وذلك باشهارها العداء لحقوق المغرب، وبالتالي للشعب المغربي وحقوقه، بتطرف زائد لا يكاد يخفي حقيقة لاوعي مسكون بالارث الاستعماري العتيق والنزعات التي جعلت اسبانيا لا تعترف بادمية الهنود الحمر و تخوض حروب ابادة واحتلال، ومن بينها حروبها المتوالية ضد المغرب والمغاربة التي ارتكبت خلالها جرائم فضيعة.
بوديموس التي بلغ بها التهور والحمق حد دعم الانفصال باسبانيا و بالتالي تشثيت وحدة بلدها، من منطلقات ايديولوجية بئيسة لا علاقة لها بفكر لينين الذي قال في زمنه ان فصل اوكرانيا عن روسيا معناه قطع راس بلده، و من منطلق نفس التهور والحمق، وايضا من منطلق السعي للتغطية على الفشل الداخلي و فقدان الشعبية المفتوحين على نهاية الفقاعة، جعلت من العداء لوحدتنا الترابية وللشعب المغربي قضيتها الاولى و دخلت في عملية تحريض ضد المغاربة لا تختلف في شئ عن العملية التي يقوم بها حزب فوكس الفاشستي، اذ ان نتيجة استعمال ورقة الانفصاليين الصحراويين ضد المغاربة، بمن فيهم الصحراويين الوحدويين الذين يطالبون بالعدل والانصاف و محاكمة المجرمين امام القضاء الاسباني، تكون هي تاجيج العنصرية والسير في طريق نهايته معروفة. نحن امام ظاهرة سرعان ما سيتبين انحرافها عن كل مايمت لليسار وقيمه بصلة و ابتعادها عن الطريق الذي تشير اليه بوصلة يسارية.
الوقوف ضد حق الشعب المغربي في تعزيز واستكمال وحدته الترابية واستعمال النعرات القبلية و المرتزقة ليس من اليسار في شئ. اسبانيا يجب ان تتخلى عن مخزون لا وعيها ووعيها الاستعماري والا حصل لها ما حصل عندما جمعت الذهب من مستعمراتها لكنها تخلفت عن ركب الحداثة والتقدم وعاشت في فقر بعد ذلك الى ان انقذها منه الاتحاد الاوروبي.