قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج البيان المشترك الذي صدر في أبريل الماضي في ختام المباحثات التي أجراها الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، فتح آفاقا جديدة أمام العلاقات الثنائية.
وأوضح بوريطة، في ندوة صحافية مشتركة بمراكش، مع وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس عقب مباحثاتهما، أن البيان المشترك حدد مجموعة من الخطوات والإجراءات التي ينبغي تنفيذها بغية إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن المرحلة الجديدة من العلاقات بين البلدين الجارين “قائمة على التعاون والتنسيق والطموح والاحترام المتبادل”.
واكد بوريطة على أن “اللقاء الهام” الذي جمعه بوزير الخارجية الإسباني كان “ضروريا لتناول الخطوات التي قطعناها في تنفيذ خارطة الطريق” التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب في أبريل الماضي، بدعوة من الملك محمد السادس، مبرزا أن الطرف المغربي اشتغل، ووفقا للتعليمات الملكية، “بكل جدية واجتهاد لوضع وتنفيذ هاته الخطوات”.
واضاف بوريطة، انه وفقا لتعليمات جلالة الملك الواضحة، يشتغل الطرف المغربي على التنفيذ الكامل لكل عناصر البيان المشترك، بما في ذلك العناصر المتعلقة بالتنقل المرن للأشخاص وللبضائع بين البلدين .
كما أكد أن المملكة ستستمر في تنفيذ العناصر الموجودة في البيان المشترك بمنطق التشاور الجدي ذاته، لتحقيق الرؤية الملكية ورئيس الحكومة الإسباني، “وذلك من أجل علاقة متجددة قوية وشراكة في كل المجالات”.
وفي سياق متصل، بين أن نتائج التعاون الثنائي بدأت تتحقق على أرض الواقع، سواء في مجال الهجرة، أو التعاون الأمني والاقتصادي، معتبرا أن التعاون المغربي- الإسباني يعتبر نموذجيا ومعترفا به على المستوى الإقليمي والأوروبي والدولي.
وأضاف أنه تم تحقيق مجموعة من النتائج على مستويات عدة، وذلك منذ المحادثات المعمقة التي أجراها الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية، وتشمل على الخصوص عملية العبور (مرحبا) والربط البحري بين البلدين واجتماع فرق العمل المغربية – الإسبانية حول الهجرة، لافتا إلى أنه من المرتقب أن يجتمع فريق للعمل الثنائي حول الثقافة والتبادل العلمي التربوي، وفريقان آخران بخصوص ترسيم الحدود البحرية وتدبير المجال الجوي، إلى جانب الزيارات المتبادلة بين القطاعات الوزارية المختلفة.
من جهة أخرى، أكد بوريطة للوزير الإسباني أنه “يمكن لإسبانيا أن تعتمد على المغرب كشريك موثوق وشريك صادق ومسؤول لبناء شراكة نموذجية بين بلدين جارين تجمع بينهما مصالح متعددة وتاريخ مشترك”، مبينا أن المغرب يريد، وفقا لتعليمات جلالة الملك، تعزيز التشاور مع إسبانيا في القضايا الدولية والإقليمة ومتعددة الأطراف.
وأبرز أن المغرب يعتمد على إسبانيا كشريك وحليف في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي. كما يريد أن يشتغل مع إسبانيا لوضع إطار للتنسيق في الفضاء الأورو- متوسطي، والاشتغال مع إسبانيا في القضايا الإقليمية والأمنية في منطقة الساحل وشمال إفريقيا وإفريقيا ككل.
وخلص إلى أنه بإمكان المغرب وإسبانيا أن يشتغلا، في هذا الإطار الجديد للشراكة، كحليفين وشريكين لمصلحة بلديهما، وأن العلاقة الإسبانية المغربية “ليست ضد أحد ولكنها لحماية المصالح الثنائية وتطوير الشراكة وتعزيز الأمن والاستقرار”.