أفاد بيان المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، أنه
عقد يوم الأحد 8 يناير 2023 الجولة الثانية لدورته الثامنة، وبعد الاستماع للتقرير السياسي الذي قدمته الأمينة العامة الرفيقة “نبيلة منيب” الذي تناول مختلف المستجدات الوطنية والإقليمية والدولية. و من أبرز تجلياتها استمرار تدهور الأوضاع المعيشية لفئات واسعة من المجتمع المغربي ، نتيجة الاستمرار على نهج الاختيارات اللاديمقراطية و اللاشعبية، والإصرار على زواج السلطة السياسية و السلطة المالية و ما ينتجه هذا الزواج من فساد و ريع واستغلال للنفوذ و السلطة ، و تزايد تعبيرات احتقار فئات واسعة من الشعب ، التي تطمح لصيانة حقوقها و حرياتها ، و لتوزيع عادل للثروة بدل الاستمرار في إثقال كاهلها و كاهل الوطن بالمديونية، و الخضوع لتوصيات المؤسسات المالية الداعية لمزيد من التقشف و الخوصصة ، و الرامية لإضعاف السيادة الوطنية. أوضاع زاد من حدة تأزمها الانعكاسات السلبية لتمادي الغرب الإمبريالي في نهج إطالة الحرب الروسية الأوكرانية، وما أدت إليه من تضخم ومن تفاقم للأزمتين الطاقية والغدائية، ومن تهديد للأمن الاستراتيجي للعديد من البلدان ومنها بلادنا.
كما وقف التقرير عند الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر 2022، والذي شكلت الهبة الشعبية العارمة، احتفاء بإنجازه التاريخي، تعبيرا صادقا وطموحا مشروعا في النهضة المنشودة التي يجب أن تعم شتى المجالات، لإحداث قطائع مع الاختيارات السائدة عبر إصلاحات هيكلية دستورية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لوضع حد للاستبداد والفساد وبناء دولة الحق والقانون والمواطنة الكاملة ومجتمع العلم والمعرفة.
وتوقف التقرير عند استمرار التحالف الصهيو – امپريالي في سياسة تفكيك الأوطان ونشر حروب الدمار والخراب، ومنها الحرب المفتوحة للكيان الصهيوني العنصري الغاصب على الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه التاريخية: حق بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وحق عودة كافة اللاجئين، وحق إطلاق سراح كافة الأسرى. وأكد على دعمه المبدئي واللامشروط للقضية الفلسطينية العادلة، ورفضه القاطع لكل أشكال التطبيع وما نتج عنه من اتفاقيات ومعاهدات.
كما تناول التقرير مختلف جوانب التحضير للمؤتمر الوطني الخامس بما فيها تقرير اللجنة التحضيرية ولجانها الفرعية ومسطرة انتداب المؤتمرات والمؤتمرين، ليكون هذا المؤتمر محطة نوعية في مسار الحزب وإعادة بناء اليسار ومشروعه البديل.
وبعد مداولات غنية وصريحة ومسؤولة، لكل ما جاء في هذا التقرير يعلن المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد ما يلي:
1- يذكر مرة أخرى بحاجة البلاد الملحة لتعاقد جديد بين الدولة والمجتمع، تعاقد يضع البلاد على سكة التغيير الديمقراطي الشامل والمواطنة الكاملة، ويحرر الوطن من السياسات التبعية ويخرجه من الأزمة المركبة التي تعيشها بلادنا وجهات بكاملها وفئات واسعة من الشعب.
2- يندد بالاختيارات والسياسات اللاديمقراطية واللاشعبية التي تستهدف القدرة الشرائية للمواطنين/ات عبر الزيادات الصاروخية في المواد الأساسية والزيادة في ثمن المحروقات واستهداف الطبقات المتوسطة بالرفع من الضرائب، ويدين كل أشكال القمع التي تنهجها الحكومة في مواجهة الحراكات الاحتجاجية المشروعة واعتقال كل الآراء المخالفة والمعارضة لها.
3- يحيي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم على إنجازه التاريخي في مونديال 2022، ويلح على ضرورة العمل على ترجمة الإنجازات الكروية إلى نهضة حضارية وذلك بفتح أفق التغيير، وفتح حوار وطني شامل حول قضايا الوطن والشعب وفي صلبها الحفاظ على سيادة بلادنا وصيانة كرامة المغاربة وتقليص الفوارق الاجتماعية والمناطقية والحفاض على السلم المجتمعي.
4- يؤكد أن شباب المغرب، وعلى طول ظرفية 2011- 2022، قد عبر عن تطلعاته لوطن جديد وطن الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة الحقيقية، ولوطنية متجددة تصون كرامته وتتيح له سبل العيش وتحميه من الضياع والموت المستمر في قوارب الهجرة السرية.
5- يجدد مطالبته بإطلاق سراح قيادة الحراك الشعبي بالريف وكافة المعتقلين السياسيين والصحافيين والمدونين، استكمالا لفرحة الشعب بصفة عامة وأمهات وآباء وعائلات المعتقلين بصفة خاصة.
6- يدعو إلى فتح ورش المصالحة التاريخية الحقيقية مع الريف ومع كافة الجهات المهمشة بالوطن. وتحقيق العدالة الاجتماعية والمناطقية والبيئية.
7- يدعو إلى إنصاف كافة الفئات المظلومة، ويساند نضالات ومعارك الأسرة التعليمية، وضمنها معركة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، لتحقيق مطالبهم العدالة والمشروعة وعلى رأسها مطلب الإدماج في سلك الوظيفة العمومية، ومطلب إخراج نظام أساسي موحَد وموحِد. كما يطالب بإيقاف كل المتابعات القضائية في حق نساء ورجال التعليم المدافعين عن حقوقهم، والقطع نهائيا مع المقاربة الأمنية وسياسات الانتقام من كافة المناضلين المعارضين.
8- يدين بشدة كل الخروقات والتجاوزات التي شابت امتحان شهادة أهلية مزاولة مهنة المحاماة، ويطالب بفتح تحقيق شامل، حقيقي ونزيه بشأنها، وبمحاسبة كافة المسؤولين عنها أيا كانت مسؤولياتهم. مجددا تأكيده على ضرورة التفعيل العملي لربط المسؤولية بالمحاسبة.
9- يحيي عاليا برلمانية الحزب الرفيقة ” نبيلة منيب ” وكل عضوات وأعضاء الحزب بالمجالس الجماعية، على نضالاتهم في مواجهة تحالف السلطة والمال ودفاعهم المستميث عن مصالح الوطن والمواطنين.
10- يندد بأشد عبارات التنديد بالإرهاب الصهيوني العنصري المتنامي ضد الشعب الفلسطيني، ويستنكر بقوة الاعتداءات المتكررة على الإنسان الفلسطيني وأرضه وتراثه وكافة مقدساته، ويرفض رفضا مطلقا كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري، مجددا دعوته الدولة المغربية إلى إلغاء المعاهدة المشؤومة التي وقعت مع هذا الكيان الإرهابي، وكل ما رافقها من اتفاقات لن تخدم مصالح وطننا لا حاضرا ولا مستقبلا. كما يجدد دعوته الفصائل الفلسطينية إلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية ومعها وحدة المقاومة لمواجهة كل التحديات.
11- يؤكد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، على ضرورة العمل على إيجاد حل ديمقراطي ونهائي لقضيتنا الوطنية، وإيلاء العناية الكبيرة للمواطنين بأقاليمنا الصحراوية، صونا لكرامتهم وحقوقهم، وخلق فرص شغل للشباب، وإقرار التوزيع العادل للثروة وقيم التضامن والتكامل بين كل جهات الوطن ويجدد مساندته للديناميات الاجتماعية وضمنها تنسيقيات ” أكال” للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة و” تنسيقيات الوديان الثلاثة”. كما يؤكد على طموح الحزب في بناء وحدة تكاملية للبلدان المغاربية باعتبارها الخيار الإستراتيجي الوحيد لتموقع منطقتنا في عالم التحولات الكبرى.
12- يوصي المكتب السياسي للحزب باتخاذ مبادرات سياسية تهدف إلى فتح حوار وطني مع كل القوى التواقة للتغيير الديمقراطي من أجل تحقيق دولة الحق والقانون والمواطنة الكاملة والعدالة الاجتماعية والجهوية والمناطقية.
13- يقرر الاستمرار بنفس متجدد وبمعنويات عالية في كافة عمليات التحضير الأدبي والمادي والقانوني للمؤتمر الوطني الخامس، ويكلف المكتب السياسي بالعمل على اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان تنظيمه في شهر شتنبر القادم.
14- يدعو كافة مناضلات ومناضلي الحزب بمختلف الفروع إلى مزيد من التعبئة الشاملة من أجل التعاون الجماعي والمكثف لإنجاح مختلف الأوراش الضامنة لنجاح المؤتمر الوطني الخامس الذي نريده محطة نوعية وبارزة في مسار وتاريخ حزبنا.
15- يسعد المجلس الوطني التقدم بأحر التهاني وأصدقها للشعب المغربي قاطبة بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة يوم الخميس القادم، متمنياً أن تكون سنة انطلاق مسار التغيير الديمقراطي.