جاء في بيان المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ( فدش ) لتقييم وضعية التعليم عن بعد على صعيد الجهة، أنه ” في سياق الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم، جراء انتشار الفيروس التاجي كوفيد 19، وفي ظل الانعكاسات السلبية لهذه الجائحة على بلادنا من الناحية الصحية والاقتصادية والاجتماعية؛ عقد المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل بجهة مراكش أسفي اجتماعه العادي عبر تقنية التواصل عن بعد، يوم الأربعاء 03 يونيو 2020، على الساعة السادسة مساء.
فبعد تلاوة سورة الفاتحة ترحما على الروح الطاهرة للفقيد المجاهد والسياسي والنقابي ورجل الدولة الاستثنائي سي عبد الرحمان اليوسفي، واستحضار أعضاء المكتب الجهوي لنتائج حالة الطوارئ الصحية، وظروف الحجر الصحي بالمغرب على قطاع التربية والتكوين: بتأجيل الترقيات، وتأجيل الإعلان عن نتائج الامتحانات المهنية (2019) وعن مواعيد إجراء الاختبارات الشفوية لمسلك الإدارة التربوية (2020/2021)، وتوقيف صرف مستحقات الترقية بالاختيار (عن سنوات 2016 و2017 و2018)، وعدم الإعلان عن نتائج تعديل المرسوم الخاص بهيأة المتصرفين التربويين، وإعلان إلغاء التوظيفات الجديدة، والاقتطاع من أجور الموظفين والمستخدمين للمساهمة في صندوق مواجهة كورونا، وتنامي مأساة بعض الفئات الهشة التي توقفت أجورها، ولم تستفد من تعويضات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، كعاملات وعمال النظافة ببعض المؤسسات التعليمية بأقاليم الجهة…، واتخاذ قرار الاستمرارية البيداغوجية في غياب واضح للحد الأدنى من شروط التعليم عن بعد، من عدة وتكوين لدى المدرسين والمتمدرسين على حد سواء.
وبعد المناقشة المتأنية للوضع المنحبس بالساحة التعليمية بجهة مراكش- أسفي، بالتعطيل الممنهج، من طرف السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، لأشغال اللجنة الجهوية للتنسيق والتتبع، وتغييبه لدور الشركاء الاجتماعيين في القرارات الهامة التي تخص الجهة، وتملصه الواضح من تنفيذ مخرجات اللقاء الذي جمعه بالمكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم بتاريخ 17 يناير 2020، و18 فبراير 2020، وتدبيره الانفرادي والنمطي في تنزيل عملية الاستمرارية البيداغوجية، والتحضير لامتحانات البكالوريا دون تقاسم وإشراك، ودون الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الجهة، في ظل ما عراه التوقف الحضوري للدراسة من غياب مخطط جهوي واضح لتدبير مثل هذه الأزمات، بالإسراع إلى اختزال الأمر في تدابير ارتجالية في الوقت الميت، باستدعاء نساء ورجال التعليم إلى بعض المراكز، التي أعدت في اللحظات الأخيرة، لإعداد الموارد الرقمية، في عز طوارئ الحجر الصحي، مع ما رافق ذلك من ضغط نفسي رهيب على المعنيات والمعنيين، وأثر بشكل ملحوظ على ما تمت رقمنته من موارد ومحاولات…
فإن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للتعليم بجهة مراكش أسفي:
– يندد بالحملة المسعورة التي تشنها بعض الجهات على تاريخ فقيد الساحة السياسية والحركة الحقوقية والنقابية بالمغرب، الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، بتزوير الحقائق عبر المقارنات الفجة، ويشجب الفعل الإجرامي الشنيع بتدنيس نصبه التذكاري بطنجة، ويدعو إلى فتح تحقيق جدي لمعاقبة الجناة.
– يثمن عاليا الوعي التضامني لعموم المغاربة لمواجهة جائحة كوفيد 19، ويحيي مختلف الجهات المساهمة في الصندوق الخاص بتدبير هذه الأزمة الطارئة، وفي مقدمتها نساء ورجال التعليم، لما عرف عنهم من سبق في ترسيخ قيم المواطنة والتآزر والتكافل.
– يشجب التعطيل غير المفهوم للحوار الجهوي المشترك من طرف السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش أسفي، ويستغرب الغياب التام لإشراك النقابات في الخطوات المصيرية المرتبطة بفترة الحجر الصحي، خاصة على مستوى عملية التدريس عن بعد، والتحضير لامتحانات البكالوريا.
– يعبر عن قلقه البالغ من عدم تفعيل مخرجات ونتائج اللقاءين اللذين جمعا المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم- فدش مع السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش أسفي.
– يؤكد على أن التدريس عن بعد، تحت شعار الاستمرارية البيداغوجية، ليس اختيارا بقدر ما هو إجراء استثنائي فرضه سياق الجائحة، ولا يمكن أن يعوض التدريس الحضوري بأي حال من الأحوال.
– يحيي عاليا نساء ورجال التعليم بالجهة، والذين يعود لهم الفضل الأساس في إنجاح الاستمرارية البيداغوجية، بما بذلوه من تضحيات جسام في سبيل استمرار خدمة المرفق العمومي طيلة مدة الحجر الصحي، بتوفير الموارد الرقمية الضرورية عبر إمكانياتهم المحدودة، دون تعميم لعدة أوعتاد بيداغوجي، وفي غياب تام لأية دلائل توجيهية، أو تكوين وتأطير خاص وممأسس.
– يؤكد على أن الاستمرارية البيداغوجية بالجهة لا يجب أن تُختزَل في التدابير التقنية الجافة، والمشاهد الإعلامية الاستباقية، وعبر تكثيف الوصلات الارتجالية المبتورة السياق إرضاء لبعض الجهات، بقدر ماهي مخطط تربوي بتصور واضح، يقتضي تدبيرا قبليا للدعم التربوي المقنن، بتوفير العدة اللوجستيكية اللازمة، وتعميم التكوين الجيد المُمَأْسس، قبل حلول الأزمات.
– يتساءل عن مآل الميزانيات المخصصة لتعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم بالجهة (المراسلة الوزارية 16132 بتاريخ 5 أبريل 2013)، ولإعداد الموارد الرقمية التربوية (المذكرة الوزارية 129 بتاريخ 24 أبريل 2012)، وإحداث المراكز الجهوية للتكنولوجيات التربوية (المذكرة 134 بتاريخ 3 أكتوبر 2011) … وغيرها من المشاريع الهامة، والتي كان من المفروض أن تجنب المسؤولين هذا الارتجال الواضح الذي صاحب عملية الاستمرارية البيداغوجية على صعيد الجهة.
– يدعو إلى المبادرة برقمنة البرامج والمقررات التعليمية، ووضعها رهن إشارة الأساتذة والمتعلمين بمختلف الأسلاك، بشكل يستجيب للتجديد التربوي الحقيقي المواكب لمتطلبات عصر الثورة التقنية، ويساهم في التنزيل الحقيقي للجهوية الموسعة الذي يحترم الخصوصية والتنوع.
– يؤكد على ضرورة تقييم تشاركي جهوي شامل لعملية التدريس عن بعد بكافة الأسلاك التعليمية وعلى جميع المستويات، وبعيدا عن لغة الإحصائيات الكمية والتقنية الجافة.
– يدعو إلى استحضار التحديات السياسية والاجتماعية والثقافية، والتقنية والمجالية، التي يطرحها التعليم الرقمي. كما يدعو إلى استثمار التجارب والخبرات الرائدة في هذا المجال، بفتح نقاش موسع حول علاقة المدرسة والتربية بالثورة الرقمية، في أفق التفعيل الحقيقي للرؤية الاستراتيجية للتربية والتكوين.
– يجدد التأكيد على ضرورة إيجاد الصيغ المناسبة لإدماج الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد في سلك الوظيفة العمومية، خاصة في ظل ما أكدته الظروف الطارئة، لهذه الأزمة الصحية، من ضعف المقولات التدميرية الرامية لرفع اليد عن الوظيفة العمومية التي كانت صمام الأمان، وفي الصفوف الأولى للمواجهة.
يعلن تضامنه المطلق مع عاملات وعمال الطبخ والنظافة بالأقسام الداخلية لبعض المؤسسات التعليمية، التابعة للمديرية الإقليمية للتعليم بمراكش، والذين لم يتوصلوا بأجورهم ولم يتوصلوا بالتعويضات اللازمة من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. ويدعو الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين- مراكش أسفي إلى تحمل مسؤوليتها فيما يتعلق بدفاتر التحملات في هذا المجال.