آخر الأخبار

بيرت فلنت يطلق النار على قوسه

حامد التريكي* 

يوم وفاة مؤرخ الفن الهولندي، بيرت فلينت، عشاق المغرب الكبير، الثلاثاء 1 نوفمبر 2022، بمنزله المتحف عن عمر ناهز 91 عاماً. عودة لرحلة عاشق من المغرب الذي رسم بالذهب جزءا من تاريخ الفن بالعمل على تقارب الفن القروي والفن المعاصر. في الأربعينيات اكتشف الهولندي بیرت فلينت المغرب ووقع في حبه بجنون. هذه بداية رحلات كثيرة له ومقابلة الناس وأشياءهم اليومية. حملت من رجل مؤثر عرف كيف يبقى في ظل شغفه. الفن القروي بالمغرب لم يعد سرا على من بدأ مهنة التدريس بمراكش. بیرت فلينت كان مدرس اللغة الإسبانية بثانوية محمد الخامس بمراكش من 1961 إلى 1965، ثم مدرس اللغة الإنجليزية بثانوية ابنو أباد. انتقل إلى الصويرة حيث عاش مع الأخضر بوجمعة و هوسين ميلودي و فنانين كبار آخرين. قابلته عدة مرات في مقهى لا باي. خضع لعملية قلب مفتوح ناجحة في عام 2002 وفي عام 2012 فقد سمعه واستقر مع صديق هولندي بالديابات. بعد عقود من اقتناء الأشياء والبحث عن أصولها ورسائلها أصبح من أكبر جامعي الفن التقليدي والريفي. بدأ كل شيء باقتناء قطعة من المجوهرات، مصنع فخار، نسج… ثم تابع تحقيقه الخاص مع السكان المحليين للحصول على رأيهم في الموضوع. أصلها وفائدتها وأهمية زخارفها وزخارفها. من أجل صقل ما كان يمكن أن يكون حكما باطلا، اقترب فلينت من مجموعات الفنانين وخاصة الدار البيضاء، من أجل الحصول على وجهة النظر من الحرفيين المغاربة. علمه، وحماسه لاكتسابه، جعلته رجلاً ذكيا في الميدان. بعد ذلك سيدرس دروس تمهيدية في تاريخ الفن في مدرسة الدار البيضاء للفنون الجميلة، كما سيكتب لمجلات مثل السوفليس وفنون المغرب العربي. هكذا زار برت فلنت المغرب بأكمله وخاصة قرى الأطلس النائية بحثا عن الشيء الذي لم يمتلكه بعد وعن تاريخه. تتحدث دائرته عنه كرجل على حافة التعصب في سعيه، يضحي شخصيا لاستثمار غالبية دخله في مقتنياته. اليوم مع التراث الفني الريفي المغربي، فلینت مهتم بجنوب إفريقيا. هذا الرجل، الذي كرس حياته لترك الجمهور مع مجموعات غنية بالتاريخ، يستحق تقديرنا. والأفضل هو مجرد زيارة متاحفه في أكادير ومراكش. السلام لروحه.

* من جدار الاستاذ المبارك الگنوني