لست من المعجبين بليوطي او من يقراون تجربته بالمغرب كمقيم عام خلال فترتين، وهي التجربة التي تركت اثارا عميقة بالمغرب الى اليوم، فالرجل، الذي كان من كبار فرنسا وتولى وزارة دفاعها لفترة وكان يحلم برئاستها، كان له نهج ذي ارتباط بما سمي بالحزب الاستعماري، مع ميل شخصي الى الاستقلالية في الرؤيا والعمل. لذلك، فان ايراد شهادته هنا تهدف الى تبيان نظرة الفرنسيين وقتئذ للمنطقة المغاربية، وللمغرب تحديدا، الذين كانوا مطوقين وقتئذ بعدد من الاتفاقيات التي عقدتها الدولة المغربية مع عدد من الدول كما كانوا مطوقين برفض المغاربة، وهم في اسوا الحالات، للاستعمار، وتهدف اساسا الى اعطاء تفسير لعداء النظام العسكري الجزائري للمغرب وسعيه الدائم الى خلق مشاكل له ومعه في الحدود وفي الساحة الدولية، ولعل “ابسل” ما قام به مؤخرا هو دعوته للدولة الفيتنامية لازالة تسمية “باب المغرب” على باب بناه الجنود المغاربة الذين نقلتهم فرنسا للحرب في فيتنام ثم انفصلوا عن الجيش الفرنسي والتحقوا بالثوار الفيتناميين و صاروا جزءا من الشعب الفيتنامي. انها عقدة تتفاقم ويؤدي تفاقمها الى درجة الجنون التي نلحظها بعد تسلم الجنيرال شنقريحة للحكم.
محمد نجيب كومينة