وكانت الخطوط الملكية المغربية والمكتب الوطني للمطارات، أعلنا خبر تعليق الرحلات الجوية في اتجاه ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة منذ يوم الأربعاء الماضي.
وبررت الخطوط الملكية المغربية ذلك القرار بتطور الوضع الصحي الناجم عن وباء كورونا في تلك البلاد، وهو المبرر ذاته الذي قدم عندما صدور قرار في الخامس من أكتوبر الجاري، يقضي بتعليق الرحلات الجوية مع روسيا.
وتعرف بريطانيا تسجيل إصابات مرتفعة، بلغت الأربعاء 50 ألفا خلال 24 ساعة، وسط قلق الحكومة بفعل ظهور متحور جديد، هذا في الوقت الذي تحدثت السلطات الروسية عن متحور جديد ناشئ عن “دلتا” يرجح أن يكون أكثر فتكا.
وبدورها، تشهد ألمانيا ارتفاعا في حالات الإصابة بكورونا في الفترة الأخيرة، حيث وصل في آخر 24 ساعة إلى 17 ألف حالة، كما وصل معدل الإصابة في السبعة أيام الماضية إلي 80,4 في كل ألف نسمة.
واعتبر حميد بن الطاهر، رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة، قرار تعليق الرحلات مع تلك البلدان، كان مفاجئا للفاعلين في القطاع السياحي، خاصة أنهم كانوا يترقبون بداية انتعاش، خاصة مع تحسن الوضعية الوبائية بالمغرب.
وأكد بن الطاهر، أن الفنادق بدأت تتلقى، منذ الأربعاء، إلغاء حجوزات من البلدان الثلاثة المعنية بالقرار، مضيفا أن الإلغاءات أتت من بلدان أخرى مثل فرنسا، بالنظر للتخوف الذي أشاعه القرار من اتخاذ قرارات مماثلة تهم تلك البلدان.
واعتبر أن السياح الذين لن يحلوا بالمغرب من تلك البلدان، في ظل القرار الجديد، قد يحولون وجهتهم إلى بلدان أخرى منافسة، فتحت سوقها بشكل كبير منذ أشهر، مثل مصر واليونان وتركيا.
الرأي ذاته عبر عنه لحسن زلماط، رئيس الفيدرالية الوطنية لأرباب الفنادق بالمغرب، الذي يضيف بأن السياح القادمين من ألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا، يعتبرون وازنين في النشاط السياحي بالنسبة لبعض المدن مثل أكادير ومراكش وفاس في هذه الفترة من العام.
ولاحظ، أنه بالإضافة إلى السياح المنحدرين من تلك البلدان الذين لن يكون بإمكانهم التوافد على المغرب في فترة سريان القرار، سيتعذر على المغاربة المقيمين بها زيارة المملكة.
وتعتبر الأسواق الثلاثة وازنة في السياحة المغربية، فقد بلغ عددهم الذي يضم كذلك المغاربة المقيمين بتلك البلدان، مليونا سائح حلوا بالمملكة في عام 2019، من بين حوالي 12,9 مليون سائح زاروا المملكة.
فيما وصلت ليالي المبيت في الفنادق المصنفة، 4,4 مليون ليلة مبيت من بين 25,4 مليون ليلة في تلك السنة، حسب المرصد المغربي للسياحة.
وتأثرت عائدات السياحة بتداعيات الأزمة الصحية، حيث يتوقع بنك المغرب أن تستقر مداخيل الأسفار في حدود 33,3 مليار درهم في العام الحالي، بانخفاض بنسبة 8,6 في المائة مقارنة مع العام الماضي، الذي تراجعت فيه بنسبة 53,7 في المائة.