أجلت غرفة الجنايات الاستئنافيةبمراكش، أخيرا،النظر في قضية ممرضة وعشيقها الجندي وصديقتها المدلكة، المتورطين في عملية القتل البشعة التي راح ضحيتها السائح الفرنسي جاكيمورو، بعد تقطيع جثته إلى أشلاء والتخلص منها في حاويات للقمامة،الى يوم 29 يناير الجاري، بعدما استجاب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف لملتمس دفاع المتهمة الرئيسية القاضي بإعادة فتح بحث قضائي في هذه القضية، بعد ظهور معطيات جديدة تؤكد تورط أشخاص آخرين في قضية مقتل وتقطيع جثة الفرنسي.
وكانت غرفة الجنايات الابتدائية، أدانت الممرضة المتدربة أحلام المتهمة الرئيسية في هذه القضية بالسجن المؤبد، فيما قضت بعشرين سنة سجنا نافدا في حق شريكها العسكري، وثلاث سنوات حبسا نافذا في حق كلا من صديقة المتهمة الرئيسة وقريب العسكري، بعد متابعتهما من أجل عدم التبليغ عن جناية.
واستمعت هيئة المحكمة لمرافعات دفاع المتهمة الرئيسية في هذه القضية، أكد من خلالها أن إفادات الشهود، تفيد أن الضحية تعرض للضرب والتعنيف قبل قتله، موضحا أن هذه المعطيات تتعارض تماما مع ادعاءات المتهمة التي أكدت أن الضحية حاول التحرش بها وممارسة الجنس عليها ما جعلها تدفعه إلى الخلف ليسقط وترتطم مؤخرة رأسه بمزهرية مكسورة ويلفظ أنفاسه، لتقرر المحكمة تأجيل القضية لاستكمال المرافعات مع تكليف دفاع المتهمة الرئيسية بإحضار الشهود للاستماع الى شهادتهم خلال جلسة المحاكمة.
وتساءل دفاع المتهمة أحلام أمام رئيس جلسة المحاكمة كيف يمكن لفتاة مزدادة سنة 1998 في إشارة إلى المتهمة أحلام، ويقل وزنها عن 50 كيلوغراما أن تتورط في مقتل شخص يزن أزيد من 80 كيلوغرام، وتقطع جثته بواسطة سكاكين صغيرة ومنشار خشبي في ظرف ساعة.
وحسب مصادر قريبة من ملف القضية، فإن المتهمة الرئيسية التي حصلت على ديبلوم في التمريض من أحد معاهد التكوين الخصوصي، نقلت إلى المستشفى المذكور بإذن من قاضي التحقيق، مرتين، أولاها بتاريخ 29 يونيو والثانية بتاريخ 05 يوليوز من السنة الماضية، حيث تم إخضاعها للعلاج لتعود في نفس اليومين إلى سجن الاوداية ضواحي مراكش.
وكانت أسرة الممرضة “أحلام” المتهمة الرئيسية في هذه القضية، تقدمت بشكاية لدى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمراكش، تطالب من خلالها بإعادة فتح التحقيق من جديد في هذه القضية، بعد المعطيات الجديدة التي ظهرت في الملف.
وحسب أسرة أحلام، فإن ثلاثة أجانب ضمنهم فرنسي وجزائري هم المتورطون الحقيقيون في قضية قتل وتقطيع جثة السائح الفرنسي إلى أشلاء قبل التخلص منها في حاوياتت للقمامة، لدوافع انتقامية، مشيرة إلى التهديدات بالتصفية الجسدية التي تعرضت لها أحلام، وتصفية جميع أفراد عائلتها في حالة كشفها عن الفاعلين الحقيقيين.
ويتابع المتهمين الموجودين رهن الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني لوداية، طبقا لفصول المتابعة وملتمسات الوكيل العام، من أجل جناية القتل وتشويه جثة والتمثيل بها ومحاولة إخفاء جثة والمشاركة في كل ذلك، الافعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في القانون الجنائي.
وكان الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمراكش، قرر متابعة المتهمة الرئيسية وهي ممرضة متمرنة مزداد سنة 1998، بجناية القتل والتمثيل بجتة وإخفاء معالم جريمة، بينما تابع عشيقها الجندي المتحدر من مدينة ورززات ويعمل بإحدى الفرق التابعة للقوات المسلحة الملكية بالحي العسكري بجيليز، وصديقتها المدلكة المزدادة بالرباط سنة 1995، من أجل المشاركة وعدم التبليغ عن جريمة، قبل أن يحيل المتهين الثلاثة على قاضي التحقيق، والذي استمع إليهم تمهيديا في محاضر قانونية ، قبل أن يقرر إيداعهم سجن الاوداية بضواحي مراكش على ذمة التحقيق.
وتعود تفاصيل القضية إلى يوم السبت 10 يونيو الماضي، الذي تزامن مع شهر رمضان، عندما عثرت مصالح الأمن على أجزاء جثة الضحية في حاويات للقمامة بكل من حي مبروكة وحي جليز غير بعيد عن مستشفى ابن طفيل بمراكش، اتضح من خلال العضو التناسلي للضحية أنه أجنبي، لتبدأ عملية البحث والتحري من أجل الوصول إلى الفاعل.