أجلت الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بالمحكمة الابتدائية يوم الجمعة 18 دجنبر الجاري البت في ملف محمد المديمي، رئيس المركز الوطني للدفاع عن حقوق الإنسان، بعد متابعته في حالة اعتقال ، طبقا لملتمسات النيابة العامة و فصول المتابعة من أجل إهانة هيئة منظمة و التحريض ضد الوحدة الترابية للمملكة بواسطة الوسائل الاليكترونية و الورقية التي تحقق شرط العلني.
وكانت عناصر الفرقة الجهوية التابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمراكش، فتحت بحثا قضائيا في شأن تقرير صادر عن المركز الوطني لحقوق الإنسان ، تم رفعه إلى الأمم المتحدة، والذي تضمن جملة من التعابير والفقرات المستفزة للشعور الوطني ولعموم المغاربة من قبيل وصف مدينة الداخلة بالمدينة “المحتلة “، والجيوش المغربية بـ “قوات الاحتلال”. كما تضمن التقرير فقرات تصف الصحراء المغربية تارة بالغربية وتارة اخرى بالغربية.
وتجدر الإشارة إلى أن التقرير المذكور، صدر باسم المكتب التنفيذي للجمعية، التي ظلت تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، و تنظم العديد من الوقفات الاحتجاجية، طبعا كان نجمها الرئيسي هو محمد المديمي، لكنه لم يكن وحده، حيث كان بعض أعضاء المكتب يشاركون فيها، ومنهم من خاض وقفات أخرى خلال محاكمة المديمي في الملف الأول الذي أدين خلاله بإثنان و عشرون شهرا سجنا نافذة.
الا انه خلال الملف الحالي نفى بعض أعضاء الهيئة الحقوقية الذين تم الاستماع لافادتهم من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية علاقتهم به ، وحملوا رئيس الهيئة وحده مسؤولية ما تضمنه من تعابير وما ورد به من افكار وعبارات، و لم يتردد بعضهم في اعلان براءتهم من الهيئة و هياكلها .
في حين بقي البعض الاخر في منزلة بين المنزلتين ” قلبه مع المديمي و سيفه مع العدالة ” دون أن تكون له الشجاعة الكافية للتصريح علانية بعلاقته بالتقرير.
ويبقى التساؤل حول مصير هذه الجمعية ( المركز الوطني للدفاع عن حقوق الإنسان ) التي تحمل صفة ” وطنية ” فهل تتوفر على فروع ببعض المدن المغربية ؟؟ وما هو موقف هذه الفروع من التقرير ؟؟ الذي تبرأ منه بعض أعضاء المكتب التنفيذي.
علما أن قرارا من هذا الصنف يجب أن يتم اتخاذ من الهيئة التقريرية للمركز الوطني، و ليس المكتب التنفيذي .
هذا الأخير أكد جل أعضاءه في معرض تصريحاتهم للضابطة القضائية، أن المديمي هو المسؤول عما تصدره الهيئة من بلاغات و قرارات ضمنها وقفات احتجاجية لم يتردد العديد منهم في المشاركة فيها بحماس كبير .
بل منهم من استغلها في أمور مهنية صرفة، حيث ظل المديمي يشكل الفزاعة التي يحتمون وراءها، قبل أن يتخلوا عنه ، وتبخر الشعار الذي ظلوا يرددونه : ” المديمي ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح “