آخر الأخبار

تبا لكل الألعاب الأولمبية أمام  الجرائم الصهيونية

إدريس الأندلسي

 

تنظم الألعاب الأولمبية بباريس و تتغنى بالحب الرياضي  للإنسانية  جمعاء  و لا تحفل و لا تقف ولو دقيقة صمت على عدد القنابل التي تقتل الأطفال  و النساء في غزة .  تجاوزت صواريخ مجرمي الحرب الصهاينة  بالمئات  عدد ميداليات وزعت وسط دمار  و آلاف  جثث الأطفال  و النساء  و الشيوخ.  ألف  و مليون ” طز” على كل شعارات الحركة الأولمبية التي تتغنى في باريس بكل أشكال الكذب.  تقف الجموع لسماع نشيد وطني  في نفس الوقت التي تغتال فيه إسرائيل المجرمة آلاف  الفلسطينيين.  ألف لعنة على ألف أية تظاهرة تحتفل  و دم الأطفال  و الشيوخ يهدر أمام كاميرات العالم.  و يستمر الإعلام راكعا، بأمر صهيوني، للعبة تم تصنيفها ضمن الألعاب حاملة قيم الإنسانية.  و تصاب  الحركة  الأولمبية  بالصمم  و تنحني إجلالا للمثلية  و كل عتاة مجرمي العالم.

تخلت هذه الألعاب على المبادىء  و ركعت لمؤسسات تتعبد في كنائس البورصات العالمية.  ميدالية برونزية  أهم، في زمن فضيحة الغرب الإستعماري  و الخاضع للصهيونية،  من آلاف الأرواح البشرية.  علمتنا أخلاق الصهاينة،    و عبيدهم في برلمانات أوروبا  و أمريكا  ، أن كل القيم التي حملتها الديانات  و الايديولوجيات كذب في كذب  في كذب.  الحقيقة الواحدة و الازلية هي القدرة على القتل  و التدمير  و الاستعباد  و سرقة خيرات الشعوب.  قال لهم  ربهم، حسب  زعمهم،  أنهم شعب مختار.  و رددت كثير من نصوص،  أصلها ثوراتي ، و ربما يتصل بماض قديم مكوناته فرعونية  و أراميه  و سومرية    و غيرها من الحضارات التي لا نعلم عنها إلا القليل. 

وقفت صفوف من أعضاء الكونغرس الأمريكي حين دخل مجرم حرب إلى حرم القرار السياسي الأمريكي.  صفقوا  و هللوا  و لم يعبر أحد منهم عن حزن أمام فظاعات مجرم الحرب الذي يوجد بينهم.  قيل أن التوراة  أكدت لفئة قليلة من البشرية أن سكان العالم سيصبحون، في آخر الزمان،  عبيدا لهم.  و قد أكد أصحاب القرار في أمريكا أنهم عبيد لإسرائيل  و للصهيونية. أصر كل حاضر في مجاس الذل،  أن  يصافح أكبر  مجرم حرب عرفه هذا القرن، و هو يلتفت إلى حيث توجد كاميرات القنوات الخاضعة كليا  لمراكز الضغط  الأمريكية.  قال أحد الملاحظين أن  الصراع السياسي الحالي بين الديمقراطيين  و الجمهوريين يدور حول الفوز برئاسة بلدية تل أبيب.  و من  حسن حظ  الإنسانية أن شرق العالم لا يعير أي  إهتمام ”  لأبناء  ابراهام ”  و أن المقدس لديهم لا علاقة له بالقتل بإسم رب  يعشق، حسب القاتل، قتل البشر.

تحتفل سلطات فرنسا بكل قواها لتظهر وجها آخر ينافي فلسفة الأنوار.  أقفلت أغلب سلطات الغرب أبواب الحربة  و عرت عن حقيقة هذا الغرب الوفي لثقافته الإستعمارية.  ألمانيا تعتقل من وضع العقال الفلسطيني على كتفيه. شرطة هذا البلد الذي قدس مخاض الميلاد الجديد للفلسفة  و الموسيقى  و الشعر  و الرسم،  تحولت إلى آلية خاضعة لشرطة نتنياهو.  و برلمان أوروبا تم اختراقه بفيروس العمى السياسي. أن يعم الدمار قطاع غزة  و القطاع  فهذا أمر عادي.  أن يقتل حوالي أربعين ألفا من الأطفال  و النساء و الشيوخ،  فهذا، في نظرهم شيء عادي. أن يقتل مئات الصحافيين،  فهذا شيء عادي.  و أن  يقول فلسطيني  أو معارض أوروبي، أن إسرائيل ترتكب جرائم ضد الإنسانية،  فهذا،  في ايديولوجيتهم،  معاداة للسامية.  أصبحوا كلابا ضالة  و تنكروا لقيم الثقافة  و الحضارة  و حقوق الإنسان.  

لن نثق بالغرب أبدأ بعد أن رأينا أن المجرم بطل  و أن جثث الأطفال لا قيمة لها في بلدان فلاسفة عصر الأنوار. كذبوا علينا  و دمروا اوطاننا  و سرقوا خيراتنا  و لا زالت مصالحهم  تحمل الغل  و الحسد  و الرغبة في اضعاف كل من يحمل رسالة التنمية من أجل بلاده.  لن أطيل في سرد جرائم عصابات الغرب الخاضع للصهيونية.  أفريقيا قارة تعرف عصابات الاغتيالات الغربية  و عملاءها. و يجب أن  نقرأ  الصراعات الحالية من خلال ما لحق من ضرر بالغرب  الإستعماري. كثيرة هي دول غرب أفريقيا التي تعمل على فك الارتباط المالي و الإقتصادي بالغرب.  

الميداليات الحقيقية هي تلك التي تحتفل بانتصار القانون الدولي.  و لذلك يجب القول على أن أغلب الفائزين  بالميداليات  هم من فئة أغلبها ذات جذور أصلية في قارات أمريكا  و أستراليا  و دول من أفريقيا.  يتم الإحتفال بهم لفترة قصيرة.  و بعد سنوات يصبحون هدفا سياسيا  و ذلك بنعتهم بكل الأوصاف التي تستهدف هويتهم.  و هذا هو عمق العنصرية المدمر من أمريكا  و أوروبا  بأمر من السلطات العليا الصهيونية.  و ألف ” طز” على الألعاب الأولمبية.  لن  أصدق أبدأ كل مؤسسة يمولها الغرب لتدمير مؤسسات في بلاد آسيوية  و أفريقية.  توجد كثيرة من جمعيات ما يسمى بالمجتمع المدني تقتات، بحسن نية، من أموال تتصدق بها مؤسسات تابعة كليا لأمريكا  و كندا  و ألمانيا  و غيرها من الدول.  و حين يقع الهجوم الصهيوني على الطفل  و المرأة و  الشيخ  العجوز تقف الكثير من الجمعيات الدولية في  أعلى مرتفع لا يميز بين القاتل  و المقتول.  و يظل همهم الأقصى أن تتم محاكمة البلدان سنويا  على جميع الاصعدة.  و لا تكلفهم هذه المكانة سوى بعض الآلاف من  اليورو أو الدولار.  و لا تعفي هذه الحالة مؤسساتنا من ضرورة تحصين  المال العام  و الحريات العامة  و تفعيل القانون ضد الفاسدين.  و في الأخير وجب تتويج المطبعين من المغاربة بميدالية  العار إلى  الأبد.