دعا المشاركون في ندوة نظمتها لجنة العمل الثقافي بمجلس جهة مراكش، نهاية الأسبوع الماضي بدار المنتخب بمراكش، الى ترميم المآثر التراثية المهددة بالاندثار وتعزيز أو إعادة التفكير في وجهتها الوظيفية، واعتماد المقاربة الإعلامية للتعريف بالمآثر التاريخية والمناظر الطبيعية، وكل معالم التراث بجهة مراكش أسفي.
وأوصى المشاركون خلال هذه الندوة التي نظمت بشراكة مع المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش مع حول موضوع “تنمية وتثمين المسالك الثقافية والروحية بجهة مراكش آسفي”، بضرورة الأخذ بعين الاعتبار التقائية المجال السياحي بالمجال الثقافي، والقيام بدراسة تقنية للمسالك الثقافية والروحية لجهة مراكش آسفي، قبل انجاز وتنزيل هذا المشروع على أرض الواقع.
وأجمع المشاركون على أهمية غنى وتنوع التراث المادي واللامادي الذي تزخر به جهة مراكش آسفي وتتمينه وتأهيله خدمة للتنمية السياحية والثقافية، مشيرين الى أن جهة مراكش آسفي تتضمن دلالات ومواقع روحية ومعمارية وطبيعية وبيئية.
وأكد المشاركون على ضرورة تكوين لجنة لتتبع هذا المشروع وتبني مبدأ الالتقائية والاستمرارية والتفريع والتشبيك في هذا المشروع، وتقوية قدرات مختلف الفاعلين في المشروع من خلال برنامج تكويني مناسب تحمله جهة مراكش آسفي ممثلة في دار المنتخب وبتعاون مع باقي شركائها الآخرين (المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية مراكش، جامعة القاضي عياض).
وشدد المشاركون، في هذا السياق، بضرورة العمل على جرد المعالم الروحية والثقافية، ورسم المسارات، وإنشاء وإقرار التصميم التوجيهي “الثقافي والطبيعي” الذي ينظم استخدام الأراضي وفقا للأهداف الخاصة بالمشروع.
وبعد أن اعتبروا أن هذه الندوة تعد انطلاقة لإعداد العناصر المرجعية للمشروع، أكد المشاركون على أهمية الاستئناس والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في مجال المسالك الثقافية والروحية مثل مسالك المرابطين والموحدين من المغرب إلى الأندلس.
وتميزت أشغال هذه الندوة، التي حضرها ثلة من الأساتذة والباحثين وممثلي المجتمع المدني، إضافة إلى عدد من رؤساء المجالس الإقليمية ورؤساء الجماعات الترابية وأعضاء مجلس جهة مراكش آسفي، بتقديم محاور هذا المشروع الذي يروم الحفاظ وإحياء وتثمين التراث المادي واللامادي للجهة، وتطوير سياحة ثقافية جديدة مستدامة ومسؤولة بيئيا، وجعل المسار رافعة للتنمية وخلق فرص العمل وإنتاج الثروة باستمرار.