محمد نجيب كومينة
َكانوا يمارسون التجارة مع الدولة بالطرق السابقة على نشوء السوق الراسمالية، وكانوا يستفيدون من مختلف انواع الريع التي توزعها الدولة التي اقامت علاقة عمودية مع الاقتصاد، ومع المجتمع ايضا، و خلطت بين ارث ماقبل الحداثة وارث الحداثة بشكل افرز عجينة عسيرة على الطهي، فاحرى على الهضم، تستمر في اصابتنا بالاوجاع والمغص.
يذكر الجميع ان زيان استفاد من كل شئ خلال فترة طويلة، سواء تعلق الامر بالتعويضات السخية جدا التي كانت تدفع له بصفته محامي الدولة في مواجهة المناضلين، حيث قام بدور الغراق l ‘accusateur على طريقة غراقي القرون الغابرة وليس دور الدفاع، او ب”كريمات” النقل الدولي للمسافرين او رخص بيع الخمور في المطعم المرقص الذي كان في ملكيته بالرباط والذي كان مكانا لممارسات يعرفها الخاص والعام، او تعلق ايضا بالريع السياسي، حيث وضع في قيادات احزاب ادارية معروفة قبل ان يرخص له بفتح دكانه السياسي، وتولى وزارة حقوق الانسان ضدا في المناضلين، بعد دوره الخبيث في محاكمة المرحوم نوبير الاموي، لكن زيان انقلب و حاول ان يكتسب صورة، لا تليق به وبمن نهج نهجه، بعد رحيل صديقه ادريس البصري، وسيطه مع الدولة، و استبعاده في اطار تغيير الطاقم و وضع رجال جدد مكان المستنفذين والمحروقين، و وصل به الامر الى حد التطاول على الملك، بعدما لم ينفعه هجومه على محيطه في الوصول الى صفقات تعيد له وضعه والامتيازات الكثيرة التي استفاد منها وذكرت البعض منها اعلاه، ووصل الى حد الدخول في جوقة الدعاية البئيسة للنظام الجزائري مؤخرا في خطوة لا تستحق حتى الانتباه لها، فاحرى الاهتمام بها او ايلاءها اية اهمية.
نفس الشئ يمكن قوله بشان المدعو المومني الذي انتقل من مستجدي للريع الى عميل مكشوف مكلف بالترويج للاكاذيب التي تطبخ له في فران تشرف عليه بهائم تحركها نزعتها البهيمية الغريزية وتفتقد حتى لذكاء بعض البهائم الذكية.
اشير هنا، والاشارة واضحة، الى ان الدولة تتحمل مسؤولية خلق هذا النوع من الكائنات التي تفتقد للاخلاق الادمية وتسوقها لتجد نفسها في النهاية امام مونسترات تنقلب عليها كما انقلبت مونسترات على من صنعوها في عدد من الاساطير القديمة، وهي مستمرة الى اليوم في خلقها في السياسة والاعلام و المسؤوليات العمومية المختلفة وغيرها، وربما تكتشف غدا ان تخلقهم اليوم اسوا بكثير .