نظمت جمعية قدماء طلبة وتلاميذ ابن يوسف ندوة تحت عنوان : ” بعض تجليات القيمة الثقافية والحضارية لجامع ابن يوسف وجامعته “، بتنسق مع غرفة الصناعة والخدمات بمراكش وبدعم من مجلس مدينة مراكش.بقاعة الاطلس بجنان الحارثي. وبمشاركة السادة الاساتذة الافاضل :السي محمد الطوكي والسي محمد احمد عمالك والسي عبد الصمد بلكبير. وبرئاسة الاستاذ مولاي رشيد السيدي.
وقد افتتحت الندوة بايات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ مولاي حفيظ العلوي النجيبي. كما تمت قراءة الفاتحة ترحما على السي عبد العالي منوني (المدير السابق لمؤسسة ابن يوسف لمدة تزيد عن العشرين سنة ) وعلى باقي علماء ابن يوسف واطرها، واعطيت الكلمة للسيد رئيس جمعية ابن يوسف ليرحب بالمشاركين وبالحضور.
وفي كلمة السيد رئيس الندوة اعطى توضيحا بخصوص ما ستسطره الجمعية مستقبلا وذلك بتنظيم لقاءات ثقافية مع كتاب وشعراء ومبدعي ابن يوسف كحلقة اساس من حلقات البرنامج الثقافي،و ذلك من خلال اشراك خريجي ابن يوسف على التوالي.كما اشار السيد الرئيس الى اهمية جامع ابن يوسف ومكانته باعتباره مركز اشعاع علمي وثقافي وحضاري في الغرب الاسلامي وقد طبقت شهرته الافاق حتى ضاهى جامع الزيتونة بتونس وجامع الازهر بمصر وجامع دمشق. وجامع ابن يوسف الذي انشاته الدولة المرابطية في مستهل القرن السادس الهجري على يد علي بن يوسف بن تاشفين الذي اعد له خبراء من علماء الاندلس وفقهاءىها ومن بينهم ابن رشد.لضبط بناءه وخصوصا قبلته.وجامع ابن يوسف شكل حلقة في قلب مراكش حيث كان محاطا بالمصالح الادارية والتجارية والصناعية حتى اطلق عن هذه المنطقة ب: قريش مراكش.
وكان عرض الاستاذ الطوكي تحت عنوان: المفتاح الطوبغرافي لمراكش المدينة العتيقة.المسجد الجامع ابن يوسف. مؤكدا على اهمية وتاثير هذه المعلمة على الساكنة بصفة عامة وعلى الطلبة، في اطار الثقافة والمجال ، مشيرا الى دور هذه المؤسسة العلمية في تنظيم المدينة واحال على نص ل ” بروفنسال ” الذي يؤكد على علاقة مثل هذه المراكز بمحيطها وانها تسهم في ابراز معالم المدينة.
و تدخل السي احمد عماالك في موضوع تحت عنوان : ” إحياء المكتبات الحبسية ابن يوسف انموذجا. مشير في مداخلته الى اهمية المخطوطات وما اصابها من اهمال واتلاف. حتى تدخل بعض الخبراء من الغربيين لعلاج وتقويم المخطوطات ومعالجتها، ووضع كشاف للتعريف بها ومن بينهم بروفنسال ودوفيردان رغم توجههم الاستعماري. وتقدم في عرضه باقتراحات لفسح المجال للقراء والرواد منها: فتح المكتبة الملكية بمراكش في وجه القراء والباحثين والرواد. وكذا اعادة اصلاح وترميم مكتبة ابن يوسف التي الحقت بوزارة الثقافة
وتطرق الاستاذ عبد الصمد بلكبير الى اعتبار جامع ابن يوسف معلمة حضاربة مبرزا اهمية ابن يوسف في تنظيم الدول، وقام بمقارنة بين جامع القرويين وجامع ابن يوسف معتبرا ان هاتين المؤيستين مركزا من مراكز الحركة السلفية في المغرب الا ان الاضواء سلطت على القرويينن. ولقيت جامعة ابن يوسف في خانة التاريخ المنسي، و مستدركا بان طلبة ابن يوسف هم الذين اسسوا انوية الحركة الكفاحية ضد المستعمر. وغرابة القول بان ا غلبهم هم من شكلوا انوية الحركة الوطنية والمقاومة المغربية من خلال الثلاثي. امحمد الملاخ وم عبد الله ابراهيم وعبد القادر حسن. وعملوا على تاسيس الحركة النقابية لارتباطهم العضوي مع الصناع الحرفيين والتحار الصغار. واشار السي عبد الصمد الى الدور التربوي لعلماء ابن يوسف وماقاموا به من دعم للحركة الطلابية
وميز الاستاذ بلكبير بين جامع ابن يوسف كمؤسسة للتعليم والعرفان وباعتبار استقلاليتها عن الدولة، وابن يوسف حين دخلها النظام ،كما اشار الاستاذ الى طبيعة سلو ك الاساتذة وانسجامهم مع الطلبة والى طبيعة الاداريين التي تتسم بالجدية والاحترام المتبادل، وذكر بعض لحظات الاحماض بين الفقهاء وتلامذتهم.وذلك في إطار الجدية والمسؤولية والانسجام بين كل مكونات المؤسسة. واوضح السيدالمحاضر طبيعة المناهج التعلمية المتداولة وكذا محتويات المواد المدرسة. .فالتلاميذ في مرحلة الابتداءىي يدرسون” الاستقصاء ” والمنطق ولامية الافعال…
محمد رشيد السيدي