يمكن ان يتجنب المغرب الاثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن كورونا، ويمكن ان يجعل من هذه اللحظة، العابرة رغم كل شئ، لحظة عبور نحو مستقبل افضل اذا نجحنا، والامر يهمنا جميعا، في:
– وضع تصور استراتيجي ياخذ بعين الاعتبار المشاكل التي برزت بقوة خلال فترة الوباء والتحولات الجارية في العالم قبل واثناء وبعد الوباء على اساس انتظامه في اطار مخطط استراتيجي يعطي منظورية ليس فقط للفاعلين الاقتصاديين الداخليين والخارجيين، بل ولعموم المواطنين.
– وضع منهجية مدققة لتدبير ذلك المخطط يسند امرها لمن هم مؤهلين فعلا لمواجهة الصعوبات والبحث عن الحلول الفعالة ميدانيا وليس في الخطب والمناقشات البزنطية، وهذا مايستدعي القطع مع تقاليد الادارة المغربية وعقلية الموظف المغربي
– وضع خطة تواصلية مناسبة للمرحلة متحررة من تقاليد الدعاية المقيتة التي سارت عليها مؤسسات الدولة وان الاوان، بمراعاة التطور التكنولوجي وامكان وصول الناس جميعا الى المعلومات، لكي تطوى صفحتها. فالمشاكل والتحديات المطروح مواجهتها تستدعي العمل على خلق الثقة وتكريسها والا حدثت انجرافات لايمكن لاي كان توقع حجمها.
ولاشك انه من غير الممكن وضع ما يجب وضعه بكثير من العقلانية اذا تم الخضوع للوبيات التي تنشط بكثافة في هذه الايام دفاعا عن مصالحها الضيقة، التي لاترى الافق الوطني، او اذا تم الاستسلام لفكرة ان التقنيين يمكن لهم ان يصنعوا سياسة او سياسات، لان التجربة التي عشناها بينت حدود التدبير التقني للسياسات وحدود كثير من الثقنيين سياسيا مما ادى الى ان النتائج المحصلة لم تكن في مستوى المجهودات المالية التي بدلت ولا في مستوى الانتظارات جميعها.
محمد نجيب كومينة / الرباط