آخر الأخبار

تداعيات ذاتية في شأن موضوعي

صحيح ان اول ثورة في روسيا تحققت تحت راية حزب ماركسي والذي اصبح له تأثير على الصعيد العالمي . كما انشئت أحزاب شيوعية تابعة تحاول تنظيم الطبقة العاملة . ونجح حزب ماركسي شيوعي في الاستلاء عل السلطة في الصين . ورغم تنظيمه لطلائع من الطبقة العاملة .إلا انه اعتمد على الفلاحين . كما حدث في فيتنام وكوريا . وتحولت حرب العصابات الى الماركسية في كوبا بعد الاستيلاء على السلطة . اما أوروبا الشرقية فقد تحولت الى الشيوعية بعد انتصار السوفييت على النازية . ولذلك لا يمكن ربط الماركسية بالبروليتاريا فيها.

ثم بدأ نقد الماركسية  .او محاولة تطويرها . من طرف بعض الماركسيين من مفكري جماعة فرانكفورت . فانزوت الماركسية ضمن المجال الاكاديمي والفكري المنفصل عن النضال العمالي وبرز الكثير من المفكرين في هذا المجال أمثال بتلهايم وباران وسويزي وكندر فرانك ..الخ . حتي ان هربت ماركيوز حاول قراءة الصراع الطبقي في عصره . واستنتج في كتابه المعروف ” الإنسان ذو البعد الواحد ” [ 1664 ” اندماج الطبقة العاملة في المجتمع الرأسمالي ولم تعد ثورية . وان الفئات المرشحة لمناهضة الرأسمالية هي فئات الطلاب والعاطلين . حتى اعتبر ماركيوز منظرا للحركات التي عمت معظم العالم المتقدم والمتأخر وكانت بدايتها حركة الطلاب الشهيرة في فرنسا سنة 1968 . اذن منذ مدة تراجع نضال الطبقة العاملة الثوري كما عرفته نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . وقد تفاقم الوضع اكثر بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والضعف المأساوي للأحزاب الشيوعية . وانتقلت الماركسية اليسارية في أمريكا اللاتينية الى المناطق الفلاحية واعتناق ممارسة الكفاح المسلح . والطريف في الامر ان بعض هذه الحركات في كولومبيا جنحت الى السلم مع النظام مؤخرا وتقدمت للاستفتاء امام الشعب الذي صوت برفض الصلح معها .

ومن جهة أخرى حتى المحاولات الأولى التي تبنت الماركسية كنظرية للتغيير لم تفلح في الغاء الاستغلال تماما . فالرأسمالية الجديدة في الصين خير دليل على ان ملكية وسائل الإنتاج المنقسمة بين الدولة والخواص لا تسير في اتجاه الاشتراكية مستقبلا . رغم وجود صورة ماوتسي تونغ على العملة الصينية الين . هل هو مجرد صراع من اجل البقاء في ظروف وشروط التنافس الاقتصادي العالمي .