الذي يفرض مسارا وحيدا لتطوير قوى الإنتاج وهو الخضوع لقوانين السوق شبه العمياء والتسابق في تثوير قوي الإنتاج العلمية والتكنولوجية . بعيدا عن الصراع الطبقي . والحديث دائما عن الدول الرأسمالية المتقدمة . اما الدول المتأخرة فانها تعيش على هامش التقدم
وهل يكفي ان يؤمن المناضل بما ترسب من عبارات عبر قرن او يزيد من الزمان ترضي الذات الثورية . ليتحول كل ذلك الى فعل للطبقة العاملة والجماهير ضدا على التاريخ والتطور الواقعي الراهن . فما زال الكثير من الافراد والتنظيمات الذين يؤمنون بالإيديولوجية الماركسية . يرددون في حماس ألفاظا تضفي على الطبقة العاملة والجماهير الشعبية عموما صفة النضال الثوري . في حين ان الانتخابات في بعض الدول في الغرب هي التي اعادت الروح لليسار من جديد [ اليونان اسبانيا ] . اما وفي أمريكا اللاتينية فقد أصبحت الانتخابات تفرض نوعا من التناوب على السلطة بين اليسار واليمين .
قد يبدو هناك تناقض مزمن بين اعتناق الماركسية كإيديولوجية وبين الارتباط بها عاطفيا . لان الأولى تدعي انها تستند الى العلم والى الحركة في المجتمع والتاريخ والطبيعة ايضا . في حين ان العاطفة مجرد مشاعر وجدانية متحركة كأحاسيس داخلية تنتاب الفرد وليس الطبقة او المجتمع الا في حالة الحروب اوالاوبئة أساسا كما هو الحال اليوم في حالة كرونا . الذي او التي تحصد من تجد امامها . لا تفرق بين بروليتاري او برجوازي . فكل كائن انساني على الأرض هو فريسة تستحق الموت وخصوصا اولائك الذين يعشقون الحرية الفردية وهم كثر في النظام الرأسمالي او الفوضويون في سائر الأنظمة المتأخرة .
فهل سيؤدي وباء كورونا هذا الى تغيير في طبيعة النظام الرأسمالي الراهن ؟ بالتأكيد انه لن يقضي عليه . لان مهمة كرونا هي قتل الحياة التي قد يعثر عليها . ولا يعنيه في شيء طبيعة أي نظام قائم . الا انه وهو يقوم بمهمة قتل الحياة . يؤدي الى اضرار جانبية كبيرة تشل حركة الاقتصاد . وتعيد عجلة التطور الى الوراء .
ولكن النتيجة الحاسمة التي قد يتفق عليها الجميع ان العالم بعد كرونا لن يكون هو العالم بعد كرونا . ومن النتائج الثانوية جدا انه قد يطيح برأساء الدول المعتمدة على الانتخابات [ أمريكا وفرنسا ] واشعال حرب تجارية بين بعض الدول التي تريد إعادة الهيمنة على العلاقات التجارية والاقتصادية عموما في العالم .
علال الأزهر