آخر الأخبار

ترحيل يهود مغاربة و اغفال خمسة منهم

أثارت مغادرة 26 سائحا من اليهود المغاربة كانوا عالقين في بلادهم نحو فرنسا ثم إسرائيل، كثيرا من اللغط إن في الصحافة العبرية او مواقع التواصل الاجتماعي وفي الإعلام العربي الذي حبَّر من دواة ما تم الادعاء انه أزمة ديبلوماسية صامتة بين المملكة المغربية ودولة الامارات العربية المتحدة.

وأثنت الصحافة العبرية على الملياردير الأمريكي اليهودي شيلدون إيدلسون الذي أمن رحلة السياح الإسرائيليين من باريس التي وصلوها على متن رحلة استثنائية للخطوط الفرنسية من الدار البيضاء الى تل أبيب عبر طيرانه الشخصي الخاص في ما وصفته بعملية تحرير“.

وتبنى مدونون من الذين يُنعتون بالذباب الإلكتروني، هذا الوصف ليطلقوا الكلام على عواهنه والذي لا يخلو من رعونة عند إغفال أن السياح (الإسرائيليين) الذين كانوا عالقين في المغرب بسبب حالة الطوارئ الصحية المفروضة لمحاصرة تفشي وباء كوفيد-19، كانوا في بلاهم متمتعين بكامل حقوقهم التي يكفلها القانون للمواطنين على قدر المساواة وان اختلفت الديانة بين من كان يهوديا ومن هو مسلم.

وأمعن هؤلاء المدونون العرب مثلهم مثل بعض الصحافة الإسرائلية وزميلتها العربية المغرضة في إضفاء كثير من الخيال على رحلة السياح اليهود المغاربة التي لم تختلف عن كثير من رحلات مواطني دول كثيرة وفيهم مغاربة أوروبا وأمريكا وكندا كانوا عالقين في المغرب بسبب كورونا وبسبب إغلاق الأجواء الوطنية، فلم يبتعد خيالهم كثيرا عن وقائع مشهودة في التاريخ لتحرير رهائن كواقعة مطار عنتيبي في أوغندا مثلا.

ولا يخفى أن السياح الذين يأتون بلادنا من إسرائيل هم أغلبهم مواطنون مغاربة ومنهم مسلمون، وأنهم يعدون بالآلاف وقد بلغ عددهم عام 2019 أكثر من 300 ألف زائر ولهم في المغرب ذمم ولهم عهود، وفي أعناقهم لملوك المغرب بيعة شرعية لأمير المؤمنين.

وما يزال ممن تم استثناؤهم من ركوب الطائرة لاعتبارات مجهولة والظن قائم لسبب عقيدتهم، سبعة أشخاص بينهم خمسة قاصرين تتراوح أعمارهم بين 18 و 08 سنوات يحملون الجنسية الإسرائيلية عالقين في مراكش والدار البيضاء أمهاتهم مغربيتان تتوفران فقط على شهادة الاقامة والعمل بإسرائيل لاكثر من ثلاثة عقود.

وهذا الاستثناء إن لم يكن  مبررا بإجراءات إدارية أو بتفسيرات منطقية فعساه لا يكون إقصاءا عنصريا تحت أية ذريعة مادام أن السياح الاسرائليين الذين كانوا جميعا عالقين في المغرب وعددهم 31 إضافة الى سيدتين مقيمتين باسرائيل منذ 1997 ولما تحصلا على الجنسية، كلهم مغاربة وان تميز بإسلامهم وبهشاشتهم الاجتماعية السبعة المخلفون.

وإذ يرفع إسرئيليون عبارات الشكر والامتنان لعاهل البلاد الملك محمد السادس على أرضية مطار تل أبيب فذلك كما رفعوا الراية الحمراء بالنجمة الخماسية الخضراء علم المغرب وطنهم الأصلي وكما تسمى بعض أهم شوارع المدن والقرى في إسرائيل بأسماء الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.

لم يزايد المغرب في السياسة الدولية بديبلوماسية رخيصة في إطار الصراع العربيالإسرائيلي، تستدر عطف الجهات المؤثرة في هذه السياسة لدعم مواقف تفقد مصداقيتها وشرعيتها يوما بعد يوم في البؤر المشتعلة بالجزيرة العربية في اليمن وفي شمال افريقيا بليبيا وفي القرن الافريقي في الصومال، وفي الخليج تجاه قطر وفي الشام بسوريا وفي العراق ولبنان

ولم يكن بحاجة ان يزايد إذا ما دعت الضرورة الى ذلك، ب26 إسرائيليا من اليهود المغاربة تضمن لهم مواطنتهم المغربية ان تكون لديهم أكثر من جنسية  وأن يختاروا مواطن الإقامة ما أتاحت لهم قوانين بلدان الاستقبال ذلك، وقد كانوا في دعة ينعمون بكل شروط الأمان الصحي في ظل ظروف الجائحة ويتوفرون على كل أسباب العيش في سلام وطمأنينة على غرار باقي مواطنيهم المغاربة وسياح أجانب من جنسيات أخرى ما يزالون ستمتع ن بسياحتهم بلا تقييد غير ما توجبه ظروف الطوارئ الصحية على الجميع وكما هو معمول بع في كل بقاع العالم.

فقد تكون بلاد أخرى محتاجة الى مجاملة دولة إسرائيل وبعض يهود العالم، لتثبيت ما تستشعره تحتها من اهتزاز وارتجاج وربما انتفاضةإلا المغرب الذي تحتاج دولة اسرائيل الى الكتلة الناخبة لمواطنيه في دولة إسرائيل بالإقامة والجنسية والعقيدة وإلى آخرين في مراكز القرار العالمي ما يزالون بالولاء يحفظون العهد لوطنهم الأصل ويدينون للمغرب بما بث فيهم من قيم التعايش والتسامح وإرث الحضارة الحق.

ولا عذر لمن تخلف عن التقاط الإشارة البليغة للمغرب دون ان تنطق خارجيته، ان المواطنين المغاربة  لا سبيل لأحد عليهم لينوب عنهم في الحديث مع حكومتهم ومع مليكهم، ولا أن يمثلهم لدى من تعين وتوجب السبق عنده في وطنه المغرب بالانتماء والتاريخ والهوية والحضارة قبل أن تكون الجامعة العربية تعبيرا لانتماء جغرافي في رقعة أرضية من المحيط للخليج أصبح للأسف ما يفرقها أكثر مما يجمعها.

عبد الواحد الطالبي / مراكش