محمد نجيب كومينة
اكيد ان الموقف التركي المعبر عنه من طرف وزير خارجية تركيا في المؤتمر الدولي ضد داعش، الذي ربط بين الارهاب والانفصالية ربطا يناسب الاتراك، او بعد اجتماعه مع وزير الخارجية المغربي، حيث اكد مسانندة تركيا. للوحدة الترابية للمغرب ولمقترح الحكم. الذاتي، قد جعل النظام الشنقريحي بالجزائر يجن مرة اخرى، خصوصا وان الموقف صادر عن العثمانيين الجدد، وجعلهم يدخلون في. متاهات شبيهة بتلك التي دخلوها مؤخرا بعد. دعم اسبانيا، المستعمر السابق لاقاليمنا. الجنوبية الذي افسد. عليهم. حلمهم باعادة. السلطة الاستعمارية ضدا في المغرب، وايضا بعد. تغير الموقف الالماني. والاعترااف الامريكي بمغربية الصحراء و. اعتبار االحكم الذاتي الحل الوحيد.
جنون النظام الشنقريحي دفعه الى. الرهان على. ورقة. الرئيس والاغراء بالسوق والاموال، عملا بمنطق الرشوة الذي لا تعرف الديبلوماسية. االجزائرية منطقا اخر غيره، لاقناع الرئئس اردوغان بالتخلي عن موقفه ضد النزعة الانفصالية الذي لا يفهمون. انه عقدي. بالنسبة. له ولتركيا و انه يحتكم لحسابات استراتيجية في الوقت الحالي، لكن البلاغ الرسمي. بعد زيارة تبون وكذلك مجريات الندوة الصحفية للرئيسين تؤكد ان تركيا تدرك جيدا الغباء المركب للنظام الشنقريحي وان اولوياتها غير اولوية ذلك النظام المعزول داخليا و عربيا ودوليا.
تحرك نظام الغباء لم تكن الصحراء المغربية موضوعه الوحيد، بل ان التطورات الجارية في ليبيا الشقيقة مند تشكيل حكومة بشاغا، وزير الداخلية السابق في حكومة السراج و الرجل القوي في ليبيا حاليا، بدعم البرلمان الليبي برئاسة عقيلة صالح، سبب اخر، واساسي لهذا التحرك، الذي رام ايضا جر تركيا للتحالف مع الجزائر ضد تلك الحكومة وضد مصر، و بالتالي دعم حكومة الدبيبة التي تراهن عليها الجزائر رهانا اعمى لتكوين تحالف اقليمي ضد المغرب، و من غباء النظام الجزائري انه لم يفهم بعد الخطوات المتوالية لتركيا للتصالح مع الامارات و السعودية. ومصر التي يمكن ان. تنفتح على. حل للازمة الليبية واجراء الانتخابات االمؤجلة بدعم القوى الغربية التي تنظر. للجزائر نظرة متوجسة، كما تدل على ذلك احداث المدة الاخيرة. والاكيد ان تركيا التي تلعب في ملعب كبير و تحسب للمخاطر و للمصالح الوطنية قد تستعمل نظام الاغبياء، لكنها لا يمكن ان تتقبل او تساير نزعته الجنونية التي قد تقود الى حروب في الشرق والغرب الجزائريين.
ان ماحدث في العاصمة اللبية طرابلس اليوم، والذي ياتي مباشرة بعد الزيارة الغريبة والفاشلة لتبون لتركيا، يجعل من يقرا الاحداث وماوراءها يشعر ان اليد الجزائرية كانت هناك وان الدبيبة يعتمد عليها. ومن المؤكد ان الرجل، المتشبث بالسلطة، يعتمد على حصان اعرج سيرميه في اقرب حافة او يعرضه لهزيمة نكراء ومهينة و سيجعله يتحمل مسؤولية تاريخية في تدهور الوضع في بلده واخطائه الموعد مع الحل الذي يضمن للبيا الاستقرار والوحدة الترابية وبناء مؤسسات الدولة و عودتها الى الساحة الدولية كدولة محترمة. دخول الجزائر الى ليبيا سيكون شبيها بدخول الوباء وليس من مصلحة تركيا على المدى البعيد، وهي التي تزن بميزان المصالح، ان تكون مع الوباء. كلام تبون عن تعاو عسكري جزائري تركي في منطقة الساحل، وان كان يعني ليبيا في العمق، كلام يعلن عن الوصول الى قمة الجنون ويشكل اعلانا غير مسبوق من طرف رئيس للتدخل في الشان الداخلي لجوار بلده من جهة و استفزازا لقوى دولية متعددة ستكون لتركيا بالمرصاد اكثر مما ستكون بالمرصاد للنظام الجزائري الميؤوس منه دوليا من جهة ثانية. عموميات خطاب الرئيس اردوغان، المشغول حاليا بما هو اكبر، اثناء الندوة الصحفية، بعد عدم تنقله لاستقبال تبون، على عكس عادته مع رؤساء الدول، يشيران الى ان تركيا اخذت نظام الغباء “على قد عقلو”، ومن المؤكد انها ستراقبه بقوة في ليبيا كي لايورطها في حماقاته.