بلغ انعدام ثقة الفرنسيين بالمسؤولين السياسيين مستوى “مقلقا” في خضم أزمة “السترات الصفر”، بعد فشل ايمانويل ماكرون في بث أمل جديد، كما أفاد معهد البحوث السياسية الذي نشرت صحيفة لو فيغارو استطلاعا له الجمعة.
وفي مقابلة مع إذاعة إر.تي.أل، أوجز برونو كوتريس، الباحث في معهد البحوث السياسية الوضع بقوله إن ايمانويل ماكرون، “رئيس شاب يحمل رسالة بالغة التفاؤل، وقد ركز حملته على عودة الثقة، لكننا لم نصل اليها”.
لذلك، فالثقة بالرئيس في أدنى مستوياتها (23%)، أي اقل ب13 نقطة من العام الماضي، كما افاد الاستطلاع السنوي العاشر لمركز البحوث السياسية. وفي المقابل، ازدادت شعبية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بمعدل ثماني نقاط.
والأسوأ بالنسبة الى إيمانويل ماكرون هو ان عدد الذين سئلوا وقالوا في البداية إنهم يثقون به قبل ان يتراجعوا عن هذه الثقة، قد تضاعف خلال سنة، من 13% الى 26%.
وقال مارتيال فوكو، مدير مركز البحوث السياسية للو فيغارو، إن “صدمة الثقة التي أمل فيها إيمانويل ماكرون بعد انتخابه لم تحصل على ما يبدو. وبعد فترة من استعادة الثقة التي لوحظت العام الماضي، عب ر الفرنسيون مرة أخرى عن مستويات مقلقة لانعدام الثقة”
وغالبا ما ذ كرت ثلاث كلمات سلبية لإيجاز حالة الوضع الراهن: “عياء” (23%، +7 بالنسبة الى العام الماضي)، و”كآبة” (31%، +8) و”انعدام ثقة” (29%، +4).
والمشاعر ايضا سلبية حيال سياسة الحكومة وغالبا ما ت ستخدم للتعبير عنها كلمات مثل “انعدام الثقة” (37%، -2) و”اشمئزاز” (32%، +7) و”سأم” (8%.).
وتصاعد مشاعر الاشمئزاز يمكن ان يفسر استمرار حركة “السترات الصفر” الذين يحتجون خصوصا على السياسة الاجتماعية والضريبية لايمانويل ماكرون.
واعتبر 27% فقط من الاشخاص الذين سئلوا آراءهم ان الديموقراطية تطبق بشكل جيد في فرنسا واعتقد 14% فقط أن المسؤولين السياسيين ينهمكون بما يفكر فيه “الناس”.
اجري الاستطلاع على الإنترنت بين 13 و24 ديسمبر 2018، وشمل 2116 شخصا في الثامنة عشرة من العمر فما فوق، وبلغ هامش الخطأ من 1 إلى 2.2 نقطة.