بوحوت: إطلاق الحملة الترويجية لتشجيع السياحة الداخلية تتطلب الإعلان عن إجراءات مواكبة ومشجعة.
استقرار وفيات ومرضى كوفيد 19 يعيد الأمل والتفاؤل لمهنيي السياحة بمراكش
عبر مجموعة من مهنيي السياحة بمدينة مراكش، عن تفاؤلهم بعودة الحركة السياحية الى سابق عهدها بالمدينة الحمراء، ايدانا ببداية التعافي من أضرار فيروس كورونا على القطاع السياحي، وذلك بعد الاستقرار الذي يجري تسجيله في العدد الأسبوعي للوفيات والمرضى في وضعية حرجة بسبب كوفيد 19.
فبعد الركود الذي شهدته الحركة السياحية وفق ما أكدته المعطيات الاقتصادية، تستعد العديد من المنشآت الفندقية بمدينة مراكش، لاستقبال ضيوفها المغاربة والأجانب واتخاذ كافة التدابير الضرورية لضمان سلامتهم الصحية وتوفير الظروف المواتية لمقام جيد بالمدينة الحمراء.
ويراهن مهنيي قطاع السياحة في ظل هذه الاستعدادات على فصل الصيف، وعلى السياحة الداخلية لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، لتعويض آثار الركود، والتخفيف من الأزمة الخانقة التي عصفت بهم لأزيد من سنة بسبب الوضع الاقتصادي الناجم عن انتشار فيروس كوفيد 19، الذي تسبب في ضرر كبير للقطاع السياحي.
وكان المجلس الجهوي للسياحة بمراكش بدعم من المكتب الوطني المغربي للسياحة، باشر حملة ترويجية رقمية واسعة، بهدف تعزيز الوجهة السياحية لمراكش وإرسال إشارة إيجابية للسياحة الدولية، من خلال تسليط الضوء على هذه المنطقة.
وتنبثق هذه المبادرة من وعي الفاعلين ومهنيي السياحة بالحاجة إلى ابتكار سلسلة من العروض السياحية، التي تتكيف مع طلب السائحين وفقا لعاداتهم الاستهلاكية الجديدة، حيث تم الحرص على تقديم عروض جذابة تصل إلى 50 في المائة مع إبراز حقيقة أن البروتوكولات الصحية المعمول بها يتم احترامها بدقة.
وكشفت دراسة منجزة من طرف المكتب الوطني المغربي للسياحة أن حوالي 60 في المائة من المغاربة يتوقون إلى السفر خلال فصل الصيف، كلما سمحت بذلك الظروف الصحية.
وأوضح الزوبير بوحوث الخبير في المجال السياحي في اتصال ب”الصحراء المغربية”، أن 95 في المائة من المغاربة يقررون بشأن وجهة سفرهم على أقصى تقدير شهرا واحدا قبل الانطلاق حسب الدراسة نفسها.
وأضاف الزوبير بوحوث أن إطلاق الحملة الترويجية لتشجيع السياحة الداخلية “نتلاقاو في بلادنا” بداية شهر ماي الجاري تتطلب الإعلان عن إجراءات مواكبة ومشجعة من أهمها رفع حالة الطوارئ الصحية بداية شهر يونيو المقبل، بالنظر إلى الوضعية الوبائية المستقرة بالمملكة من خلال انخفاض كبير مع استقرار في عدد الإصابات والوفيات، والتقدم الكبير في عملية التلقيح التي تم توزيعها لتشمل الأشخاص البالغين 50 سنة، مذكرا باستعدادات المؤسسات السياحية التي انخرطت في البرنامج الوقائي welcome safety، وهي كلها عوامل ايجابية لتشجيع السياحة الداخلية بالمدينة الحمراء.
وأشار بوحوت الخبير في المجال السياحي، إلى أن أداء القطاع السياحي بمراكش عرف انخفاضا كبيرا حيت تراجع عدد الوافدين من 2 مليون و 674 ألف 624 سائح سنة 2019 إلى 594.885 سائح سنة 2020 فيما تراجعت عدد ليالي المبيت بحوالي 5 ,78 في المائة سنة 2020.
من جانبه، قدم البروفيسور عزالدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية التابعة لوزارة الصحة، مجموعة من المقترحات التي تتعلق بالإجراءات الاحترازية ذات الصلة بجائحة كوفيد 19، وذلك في سياق التساؤلات التي يطرحها المغاربة على شبكات التواصل الاجتماعي، عن طبيعة الحياة التي سيعيشونها بعد نهاية شهر رمضان.
وقال البروفيسور الإبراهيمي في تدوينة جديدة على صفحته الرسمية ب”الفايسبوك” تحت عنوان “اجتهادات شخصية على طريق العودة إلى “الحياة الطبيعية”( واليوم ونحن على مشارف انتهاء الشهر الفضيل وأنا أرى دول مجاورة تدخل الحجر الكلي ، أثمن كثيرا ما قمنا به خلال هذا الشهر الكريم حيث يبدو أننا ربحنا التحدي بالحفاظ على وضعيتنا الوبائية الشبه المستقرة رغم الحركية التي يعرفها هذا الشهر. و هنا يجب أن نشكر جميع المغاربة رغم الإكراهات المختلفة لكل مواطن والذين تحملوا بعض القرارات الصعبة والتي أبانت عن صوابها اليوم…. فكلنا أبطال…).
ودعا البروفيسور الإبراهيمي، إلى تخفيف بعض الإجراءات والقيود المفروضة على حركة المواطنين، بعد نهاية شهر رمضان الفضيل، نتيجة مؤشرات الوضعية المغربية في مواجهة الوباء.
ومن ضمن هذه المؤشرات التي بناء عليها اقترح الابراهيمي تخفيف القيود، استقرار العدد الأسبوعي للوفيات والمرضى في وضعية حرجة مما أدى إلى تخفيف الضغط على المنظومة الصحية والذي يبقى الهاجس الأكبر في مواجهة هذه الجائحة، وتراجع معدل انتقال العدوى و كسر وتيرة الموجة التي كانت منتظرة بفضل الإجراءات الرمضانية.
وأشار الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة “كورونا” الى أن نجاح هذه العملية مهم جدا، لأنه سيمكننا من التعرف على نجاعة هذه المقاربة على أمل تعميمها لاستقبال مغاربة العالم والسياح الأجانب في مرحلة ثانية.
وفي هدا الصدد، أكد البروفيسور الإبراهيمي على ضرورة فتح الحدود الجوية، خصوصا أن الدول الأوروبية ستبدأ بفتحها، مما سيفقد المملكة تنافسيتها السياحية رغم الوضعية الوبائية الايجابية مقارنة مع باقي الدول الاوروبية.
وأعرب الإبراهيمي في ختام تدوينته عن أمله في أن نصل إلى بداية الصيف ونحن في حالة وبائية وعملية تمكننا من الخروج ولو جزئيا من الأزمة.