آخر الأخبار

تعثر مشروع القطب الحضري “البدر” بقلعة السراغنة يثير غضب المستفيدين.

يعيش مشروع القطب الحضري “البدر” بمدينة قلعة السراغنة حالة من الجمود والتأخر المثير للجدل، رغم مرور أكثر من 15 سنة على إطلاقه من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2014 بفضاء المربوح. المشروع، الذي كان يُنتظر أن يكون نقلة حضرية بارزة، أصبح اليوم مصدر إحباط كبير للمستفيدين الذين طال انتظارهم دون جدوى.
يمتد هذا القطب الحضري على مساحة 132 هكتار، وقد رُصد له غلاف مالي قدره 610 ملايين درهم. ويهدف المشروع إلى توفير 3330 بقعة سكنية موزعة بين شقق وفلل، بالإضافة إلى 96 بقعة تجارية، و24 بقعة للتجهيزات السوسيو-اقتصادية، و11 بقعة مخصصة للتجهيزات العمومية، مع فضاءات خضراء تمتد على 14 هكتاراً. كان من المنتظر أن يستقطب المشروع حوالي 30 ألف نسمة ويعزز البنية التحتية للمدينة.

15 سنة من الانتظار والمعاناة
رغم حصول المشروع على رخصة الإنجاز منذ سنة 2009، وبدء تسويق البقع سنة 2010، لم يتم إلى الآن تسليمها للمستفيدين الذين سدد معظمهم جميع الدفعات المالية المطلوبة. هذا التأخير الطويل تسبب في احتقان اجتماعي واسع في أوساط المستفيدين، الذين يعانون أوضاعاً اجتماعية صعبة نتيجة حرمانهم من حقهم في السكن.
وقد شهدت مدينة قلعة السراغنة ومراكش تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية والمسيرات الغاضبة أمام مقرات مؤسسة العمران، إلى جانب باشوية وعمالة قلعة السراغنة، للمطالبة بتسريع إنجاز المشروع.

شكايات رسمية وأسئلة برلمانية دون حلول
في محاولة لتسليط الضوء على القضية، تقدمت جمعية تجزئة بدر بعدة شكايات إلى مؤسسات رسمية، من بينها مؤسسة الوسيط، ووزارة السكنى والتعمير، والإدارة العامة للعمران، بالإضافة إلى رئاسة الحكومة. كما طرحت النائبة البرلمانية فاطمة الزهراء التامني عن فيدرالية اليسار سؤالين شفويين بالبرلمان استنكرت فيهما تعثر المشروع. ورغم كل هذه التدخلات، لم يشهد المشروع أي تقدم ملموس حتى الآن.
من جهته، عبّر الفضاء الجمعوي السرغيني عن استنكاره الشديد لبطء الأشغال وتماطل الجهات المسؤولة في تسليم البقع لمستحقيها. كما دعا السلطات المحلية والمركزية إلى التدخل الفوري لوضع حد لهذا الوضع المتأزم، وتسريع وتيرة إنجاز المشروع لإنهاء معاناة المستفيدين ورفع الحيف عنهم.

مطالب وحلول
أمام هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بفتح تحقيق شامل لتحديد أسباب تعثر المشروع، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن هذا التأخير غير المبرر. كما تطالب بتحديد جدول زمني دقيق لإنهاء الأشغال، مع النظر في تعويض المستفيدين عن الضرر الذي لحقهم طوال هذه السنوات.
مشروع القطب الحضري “البدر” كان يُفترض أن يكون رمزاً للتنمية المحلية بمدينة قلعة السراغنة، لكنه اليوم أصبح عنواناً للتأخر الإداري والمعاناة الاجتماعية. فهل تتدخل الجهات المسؤولة لإنقاذ هذا الحلم من الجمود وإعادة الثقة للمواطنين؟