أعلنت الشرطة الهولندية, أخيرا ، عن إيقاف ستة مشتبه بهم آخرين تتراوح أعمارهم بين 29 و45، يشتبه في ارتباطهم بقضية الهجوم المسلح على مقهى “لاكريم” بمراكش، الذي كان مستهدفا فيها صاحب المقهى، قبل أن يسقط فيه عن طريق الخطأ طبيب داخلي نجل مسؤول قضائي بـ 12 رصاصة في مؤخرة الرأس.
جاء ذلك، بعد تمكن السلطات الإماراتية، من اعتقال المغربي رضوان التاغي، عشية يوم الاثنين الماضي، في شقة بإمارة دبي، لتنتهي بذلك قصة أحد أخطر العناصر الإجرامية المطلوبة عالميا والمدرجة على قوائم “إنتربول”، والمتهم بكونه العقل المدبر لجريمة مقهى “لاكريم” بمراكش، حيث كان على رأس الخلية التي تولت الإشراف المباشر على التخطيط و الإعداد اللوجيستيكي للجريمة، وتضم أشرف البكاي، و محمد العيساوي، الذي تولى، أيضا، توفير مساكن، بينها فيلا بتجزئة الأزهر بباب إغلي،اكتراها بـ 2000 درهم لليلة الواحدة، و كانت تعقد بها الخلية اجتماعات مع منفذي الجريمة.
وكان رضوان التاغي المحرض الرئيسي على جريمة “لاكريم” الذي وصفته الصحف الدولية ب”أخطر مجرم مطلوب في العالم”، يوجد على رأس المشمولين بمذكرات البحث الوطنية والدولية، حيث أجرى حسب تصريح أحد المتهمين في ملف القضية، عملية تجميل لتغيير ملامح وجهه،ويستعمل في تنقلاته الدولية جوازات سفر بهويات مزورة.
وكشفت التحقيقات التفصيلية التي أجراها يوسف الزيتوني قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة لدى محكمة الاستئناف بمراكش، بخصوص وقائع جريمة القتل بالسلاح التي وقعت بمقهى “لاكريم”، عن تفاصيل الجريمة التي استأترت باهتمام الرأي العام المحلي والوطني والدولي وظروف وملابساتها.
وحسب ماخلصت إليه التحقيقات التي دامت أزيد من خمسة أشهر، تحت إشراف النيابة العامة، فإن المدعو رضوان التاغي المشهور ب”ملاك الموت” بارون مخدرات مغربي زعيم شبكة للاتجار الدولي في المخدرات الصلبة خاصة الكوكايين والهيروين المعروفة في هولندا وأوروبا، هو الذي كان وراء جريمة مقهى “لاكريم” بالحي الشتوي بمراكش، التي تكلف بتنفيذها القاتلان الهولنديين المأجورين أحدهما ينحدر من جمهورية الدومينكان، والثاني من جمهورية سورينام.
وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أوقفت بتنسيق مع مديرية مراقبة التراب الوطني، شقيقين هولنديين من أصل مغربي، وهما شقيقا رضوان التاغي المحرض الرئيسي على تنفيذ الجريمة، وذلك تنفيذا لأمر دولي بإلقاء القبض عليهما ومذكرتي بحث على الصعيد الوطني صادرين في حقهما على خلفية الاشتباه في ارتباطهما المباشر بأعضاء الشبكة الإجرامية الذين نفذوا أو ساهموا في التنفيذ المادي للاعتداء المسلح،الذي وقع بتاريخ الخميس 2 نونبر من سنة 2017.
ووفق مصادر قريبة من ملف القضية، فإن الموقوف الأول يدعى مراد التاغي،الذي تولى الإشراف الميداني على الجريمة بتعليمات من شقيقه الأكبر، رضوان التاغي، بارون المخدرات ،المشهور بلقب “ملاك الموت”،بسبب بأسه الشديد وقوة بطشه بخصومه، والمنتمي هو وأشقاؤه وأقاربه لعصابة هولندية تدعى “غوينيت مارتها”.
وحسب إفادات متطابقة لمتهمين يوجدون رهن الاعتقال، فإن رضوان التاغي أحد أباطرة المخدرات المغاربة المقيمين بمدينتي أوتريخت وروتردام الهولندية، كان في صراع طاحن مع المصطفى الفشتالي مالك مقهى “لاكريم” المعروف بنشاطه هو الآخر في تجارة المخدرات كزعيم لشبكة أخرى تنشط في هذا المجال خصوصا بمدينة زوتيرمير الهولندية، والتي يملك بها علبة ليلية معروفة باسم “نوليميت”، وهو الصراع الذي ازدادت حدته بعد استيلاء مالك مقهى “لاكريم” على شحنة مخدرات تقدر بـ 200 كلغ من الكوكايين الخام، حتى بلغ الأمر بالمسمى رضوان التاغي المعروف ب”ملاك الموت” إلى تهديد مالك مقهى “لاكريم” بالقتل وتخصيص مكافأة مالية قيمتها 10 مليون أورو لمن يقوم بتصفيته، وهو الأمر الذي أجبر مالك مقهى “لاكريم” على عدم التردد على هولندا في الآونة الأخيرة.
وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش، قضت بالإعدام في حق القاتلين الهولنديين المأجورين “غابرييل إدوين”، المزداد سنة 1993 بأمستردام، و” شارديون جيريكوريو” المزداد سنة 1988 بجزيرة كوراسو الواقعة بجنوب بحر الكاريبي، منفذي الهجوم المسلح على مقهى “لا كريم”، في حين تراوحت باقي الأحكام الصادرة في هذه القضية التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي والوطني والدولي بين سنة واحدة حبسا نافذا و15 سنة سجنا نافذا، حيث أدانت هيئة الحكم مصطفى “ف” مالك مقهى “لاكريم” ب15 سنة سجنا نافذا، والحكم على شقيقه بعشر سنوات سجنا نافذا.
ويتابع في هذه القضية، التي استأترت باهتمام الرأي العام المحلي والوطني والدولي، 16 متهما 13 منهم في حالة اعتقال ضمنهم منفذي العملية يحملان الجنسية الهولندية، أحدهما ينحدر من جمهورية الدومينكان، والثاني من جمهورية سورينام، ومالك المقهى وشقيقه ومدير وكالة بنكية بالناضور، وثلاثة متهمين في حالة سراح.