محمد نجيب كومينة
مباريات كرة القدم لا علاقة لها بما عداها، والا لساور الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا وغيرها من القوى العظمى الاقتصادية او السياسية او العسكرية شعور بالاحباط والدونية لان فرقها الوطنية لكرة القدم ضعيفة قياسا الى فرق اخرى، ويمكن ان تنهزم بسهولة امام فرق وطنية لبلدان غارقة في التخلف و معرضة للمجاعات والاضطرابات.
مباريات كرة القدم لحظة رياضية يستمتع بها الجمهور و تحرك احيانا مشاعر عدوانية او شوفينية لدى فئة منه يحركها الجهل و البحث عن التعويض او ميل فاشي احيانا.
الدول التافهة والفاشلة وحدها تنجر الى استغلال مباريات كرة القدم، سواء في تظاهرات كبرى ككاس العالم او تظاهرات محدودية الاهمية ككاس العرب التي لا تعدو كونها بروفة تحضيرية لكاس العالم المقبلة في قطر، و استعمالها سياسيا وبشكل حربي يفقد الرياضة طابعها كتنافس يقوم على الروح الرياضية ولا يترتب عليه اي شئ ولا يحسن اوضاع المواطنين او يكسب الدولة المعنية قوة او سمعة او موقعا بين الدول المتقدمة والمتحضرة، فعندما خرجت فرنسا بطلة العالم من الدور الاول في مونديال اليابان- كوريا بعد هزيمتها امام السنيغال لم تقم القيامة، وعندما فازت بكاسين لم تشعر انها صارت القوة الاعظم ولم تستغل بطولة فريق كرة القدم في تضبيع وشحن مواطنيها، ونفس الشئ يمكن قوله عن المانيا او ايطاليا او اسبانيا.
وعدم تاهل ايطاليا لكاس العالم الاخيرة لم ينظر اليه ككارثة ووطنية او هزيمة سياسية او ما شابه.
وعندما يستعمل الرئيس تبون والوزير الاول التابعين للنظام العسكري مباراة في كرة القدم، في بطولة ذات اهمية محدودة باعتبارها تمرينا تنظيميا حظي باهتمام اعلامي زائد، لتمرير خطاب سياسي حربي يهبط بالرمز الوطني الجزائري المتمثل في ثورة التحرير الى الحضيض، فاعلم ان من يتولون امر الشقيقة الجزائر قد وصلوا الى الدرك الاسفل للسياسة وانهم يبحثون عن اي قطعة حطب يتعلقون بها لكسب الشرعية المفقودة وللتغطية على الفساد والفشل والمشاكل و المشاكل العويصة التي يتخبط فيها الشعب الجزائري الذي اكتشف ان ثروة بلاده نهبت وبدرت وان دخله يقل عن دخل العاملين في بلدان لا تتوفر على بترول اوغاز ولا يبتعد عن دخل العاملين في بلدان افريقيا او اسيا الاكثر فقرا والاكثر كثافة من حيث عدد السكان.
تشبيه مباراة الجزائر مع المغرب بمعركة التحرير يعتبر اكبر اساءة لشهداء الثورة الجزائرية و للشعب الجزائري، فالفريق الجزائري انتصر من قبل عدة مرات على الفريق المغربي، وفي مباريات ذات اهمية اكبر كما انتصر هذا الاخير على الفريق الجزائري عدة مرات ولا احد يذكرها او يوليها اهمية الا المتتبعين للشان الكروي والرياضي ولا يوجد عاقل يضفي عليها حجما اكبر من حجمها او يسقط عليها مالاعقة لها به، و المغاربة والجزائريين يشجعون بعضهم البعض عندما لا تجمعهم مباراة، بل وهناك لاعبين يلعبون للفريق الجزائري ينتمون للمغرب والجزائر (محرز واسماعيل) او لعبوا للفريق المغربي (بنعطية).
تبون والوزير الاول وشنقريحة فيما يبدو كانوا خائفين من مباراة في كرة القدم، لا تمثل حتى نهاية تستدعي رد فعل، لذلك سارعوا الى ما يمكن اعتباره امتدادا لهديانهم و محاولاتهم شحن الشعب الجزائري ضد الشعب المغربي التي ستؤول الى الفشل بوعي الشعبين بما يربطهما، والاسوا ان المخابرات الجزائرية حركت الذباب الالكتروني على منصات التواصل الاجتماعي للترويج لخطاب حاقد و عدواني ضد المغرب والمغاربة، وهو خطاب تم التحضير له باشارات متعددة وسط الجمهور الجزائري الذي تتبع المباراة باستعمال العلمين التونسي والفلسطيني.
ارجو من الجميع هنا الترفع عليه، لان هناك عقلاء جزائريين لم يسقطوا في فخه و تعاملوا مع الكرة ككرة وحسب لا يمكن توقع سلوك رفيع وروح رياضية من تافهين غارقين في مستنقع الحقد والتفاهة.
ونتمنى ان يفوز الفريق الجزائري، الحاصر بلاعبين قادرين على صنع الفارق، بهذه الكاس.