تراود جيل من الشركات فكرة «الحياة الافتراضية» التي لا تنتهي، عن طريق إيجاد طريقة رقمية تمنح الأفراد فرصة الحفاظ على إرثهم إلى الأبد عبر الإنترنت.
تزعم شركة «اترنيمي» التي تعمل على تحويل «الذكريات والأفكار والإبداعات والقصص لمليارات الأشخاص» إلى نوع من تجسيدات رقمية، «آفاتارز»، تبدو مثلهم وتعيش إلى أجل غير مسمى، أن مشروعها جذب أكثر من 44 ألف مشارك. وهناك شركات أخرى مثل «نكتوم» تتخصص في الحفاظ على الذاكرة، بأمل أن يتيح مسار عملية تحنيط العقول للشركة يوماً ما تقليد عقولنا كمحاكاة محوسبة، وكما شركة «هير آفتر» التي تعمل على أول «مقيم افتراضي في المنازل» بهدف توسيع الروابط العائلية الحميمية عبر الأجيال، وشعارها: «لا تفقد شخصاً تحبه».
يفيد موقع «غادجيتس 360» أن تلك الشركات من المستقبل على وشك أن تغير الطقوس المحيطة بالموت، فبدلاً من التفتيش في ألبومات الصور وأفلام الفيديو عن أشياء تذكرنا بأحبائنا الراحلين، فإن التكنولوجيا الجديدة، إذا نجحت، تعدنا بإحياء بشر رقميين عاطفيين أذكياء، مما يغير طريقة علاقة الناس بالكمبيوتر وتجارب فقدان الأحبة.
رسائل صوتية
روبوت «اندي بوت» أحد الأمثلة على ذلك، كذلك برنامج «داد بوت»، الذي أتاح لمصمم الذكاء الاصطناعي جيمس فلاهوس تبادل النصوص والرسائل الصوتية مع صورة رمزية محوسبة لوالده الراحل، وهو يتحدث عن حياته ويستمع للأغاني والنكات وغيرها.
يتحدث فلاهوس عن تجربته، فيقول: «أمي أبقت رسائل جهاز الرد على المكالمات بصوت أبي في هاتف المنزل تعمل لسنتين»، وقد سعى فلاهاوس إلى بناء نموذج افتراضي صديق وأكثر تعقيداً لتشجيع المزيد من التفاعل مع الأحبة المتوفين، وقد أفيد أن الشركة حالياً تطور بروفايل افتراضياً للزبائن وستكشف عن التطبيق العام المقبل.
يقول فلاهاوس: «تصوروا الآن أن تكونوا قادرين على الوقوف في المطبخ والاتصال بوالدتكم المتوفاة فترد عليكم».
يعتقد ادوارد ساتشي، المدير التنفيذي في «فايبل» الشركة التي تعمل على ابتداع أشخاص افتراضيين، أن التفاعل مع أشخاص رقميين ليس فقط أمراً حتمياً، لكنه يشكل قفزة في كيفية تفاعل البشر مع التكنولوجيا. فالأشخاص الافتراضيين، برأيه، سيحلون في النهاية مكان «اندرويد» و«أي او اس»، وسوف تكون هناك إمكانية ممارسة الألعاب وطلب الطعام وتعلم لغة مع شخص افتراضي، أو القيام بأي شيء آخر نفعله مع صديق.
لكن في سبيل بناء أشخاص افتراضيين كاملين، يقول الخبراء إنه يجب التخلص من مشكلة تسببت في إرباك علماء الكمبيوتر لعقود، وهي «المحادثات متعددة الاتجاهات»، بين البشر والآلات، حسب قوله. فعلى خلاف طلب البيتزا كهدف محدد، فإن محادثة متعددة المنعطفات تكون متدفقة وعفوية تنجرف بين المواضيع وتستخدم اللغة الطبيعية كما تفعل المحادثات بين البشر غالباً. وهذا الأمر يزيد الحميمية.