اجتمعت أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا لتنسيق حملاتها الانتخابية من أجل الدخول بقوة إلى البرلمان الأوروبي، ورغم بعض التمايزات الناتجة عن الخصوصيات المحلية، قإنها تشترك في كونها تعيد إنتاج خطاب فاشي عنصري ومعادي للأجنبي عامة وللمسلمين على الخصوص. هي الآن أكثر خطورة من فاشية موسوليني ونازية هتلر، لأنها تنطلق من إحساس مرضي بمخاطر انقراض الإنسان الأبيض والحضارة الغربية واكتساح الإسلام لعالم المسيحية وتسترجع كل شياطين الماضي الأوروبي مند الحروب الصليبية.
من المفارقات أن أكبر مشجع لهدا الانحراف البشري الخطير الدي يمكن أن ينتج القتل والدمار كما أنتجته النازية والفاشية ومحاصرة الحريات والإطاحة بالديمقراطية هو اليمين المتطرف الإسلامي الدي ينتقم للفشل في الخروج من قاع حظيظ التأخر باللجوء إلى إيديولوجيا تهدف إلى تخريب الحضارة ومكتسبات البشرية من أجل إرجاع الزمن إلى الوراء، إلى زمن كانت فيه الامبراطوريات الإسلامية تقاتل بلا توقف وتغزو وتبيد من أجل خدمة السلاطين وليس الإسلام, اليمين المتطرف يبني أمميته كما بنى الإخوان المسلمون أمميتهم التي يقودها مهووس الحكم، الحالم بالخلافة، طيب رجب أردوغان والتي يمثل اتحاد علماء المسلمين دراعها الايديولوجي والدعوي, وخلقوا من حولهم منوعات إرهابية وداعشية خرجت من رحمهم وتدين مثلهم في النهاية بدين سيد فطب الجهادي وبمرجعه البخاري أكثر مما تدين بالدين المحمدي الدي تدين به أغلبية المسلمين المسالمة والراغبة في العيش في سلام وليس في الموت، وإن لاحظنا أن دلك يهتز بعد الانتشار الواسع لتدين مغلق.
مايقوله عالم نفس خبير عن العالم الدي نعيش فيه اليوم ليس مبالغة، ومانعيشه نحن في العقود الأخيرة وما مالت إليه الدول الغربية بعد 11 شتنبر 2001 ومثل طاقة داعمة لليمين المتطرف ومانراه من صعود لهدا اليمين بسرعة بعد تولي ترامب لرئاسة الولايات المتحدة يعطي لتخوفاته شرعية ووجاهة، العالم يسير بالمقلوب، ووحدها أحداث كبيرة يمكن أن تعيده إلى مسار التقدم والاعتدال.
محمد نجيب كومينة / الرباط