انطلق بقصر المؤتمرات محمد السادس بمدينة الصخيرات، دورة تكوين الحكام المغاربة في محال تقنية التحكيم بالفيديو ال”فار” بمشاركة 39 حكما وحكما مساعدا.
ويتضمن برنامج تكوين الحكام في هذا المجال، والذي يمتد على مدى خمسة أيام، اطلاع الحكام على الآليات اللوجيستيكية التي تتطلبها تقنية التحكيم بالفيديو وطرق استخدامها ، على أن تتم برمجة تدريبين آخرين في شهر أكتوبر المقبل. وكان فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أعلن في غشت الماضي أنه سيتم الاعتماد على تقنية الفار بالبطولة الوطنية الاحترافية، وذلك “بهدف جعل التحكيم في مستوى استقلاليته في اتخاد القرار، وأن يضمن المساواة في الفرص لكل الأندية الوطنية”، مسجلا أن استعمال هذه التقنية سيمكن الحكام المغاربة “من الاستئناس بتقنية تخول لهم ولوج عالم الدولية بأريحية كبيرة”. وأكد السيد محمد الكزاز، المدير الوطني المساعد للحكام بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمشرف على الدورة التكوينية، أن اعتماد تقنية “الفار” في البطولة الوطنية الاحترافية أملته طبيعة اللعبة، معتبرا أنه من الطبيعي أن تشوب إدارة مباريات كرة القدم بعض الهفوات وجدل حول القرارات التي يتخذها الحكام سواء كانت تقنية أو انضباطية لما لها من تاثير على سير المباريات.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تقنية الفار أطلقها الاتحاد الدولي لكرة القدم في محاولة لجعلها داعما ومساعدا للحكام للتقليل من الهفوات التي لها تأثير مباشر على نتيجة اللقاءات والمتعلقة على الخصوص بإقرار الهدف أو رفضه أو احتساب ضربة جزاء أو اتخاذ قرار الطرد المباشر في حق أي لاعب (دون جمعه لإنذارين) أو الهفوات التي ترتكب في تحديد هوية اللاعب المرتكب لمخالفة لتفادي إنذار أو طرد لاعب آخر لا يستحق ذلك.
وأشار السيد الكزاز إلى أن المرحلة الأولى من الدورة التكوينية للحكام تتضمن الجانب النظري للاستئناس بالآليات والتجهيزات التي تستعمل في تقنية التحكيم بالفيديو وخاصة الغرفة التي يتم فيها فحص أشرطة الفيديو للكاميرات التابثة أو المتحركة.
وقال إن المرحلة الثانية من هذه الدورة التكوينية ستنطلق شهر أكتوبر المقبل وستخصص للحالات التحكيمية المركبة، والتي تحتاج إلى فحص أكثر من لقطة لاتخاذ القرار المناسب، خلافا للحالات التي يتم الاكتفاء فيها بفحص لقطة واحدة.
ومن جانبه، أوضح الحكم الدولي ، السيد رضوان جيد، أن استعمال تقنية التحكيم بالفيديو بات توجها عاما لكرة القدم العالمية ، لذلك كان المغرب سباقا على المستوى القاري إلى اعتمادها في البطولة الوطنية الاحترافية.
وأبرز السيد جيد، في هذا السياق، مساهمة هذه التقنية في تقليص الهفوات التي يرتكبها الحكام اثناء إدارتهم للمباريات ، والتي كانت مصدر معاناة الكثير من الفرق الوطنية في بعض المواجهات والتي تكون مؤثرة على نتائجها.
كما تفتح هذه التقنية ،يضيف الحكم الدولي، آفاقا كبيرة أمام الحكام المغاربة لإدارة مباريات قارية ودولية، باعتبار أنهم سيكونون قد تمرسوا على هذه التقنية في البطولة الوطنية الاحترافية واكتسبوا تجربة في هذا المجال. وأشار إلى أنه سيتم تكوين أكبر عدد من الحكام على المستوى الوطني، قبل التوجه إلى اطلاق تدريب خاص باللاعبين والمدربين حتى يتمكنوا من مواكبة استعمال هذه التقنية والاطلاع على كيفية الاشتغال بها