محمد نجيب كومينة
َقبل الاعلان عن اللائحة النهائية للعناصر التي ستلعب في مونديال قطر، ارغب في ان ادلي براي مواطن يتتبع اللاعبين بين الحين والاخر و لا يدعي ان له خبرة او مؤهلات للحكم او لاسداء النصح للركراكي والطاقم التقني للفريق الوطني او لا نتقاذ اختياراته، هذا الجبهة اللي عند شي بعضين ممن يقيمون الدنيا ولا يقعدونها هذه الايام ببعض الاسفاف.
ارى ان عودة اكرد خبر جيد، لانه قطعة مهمة في الدفاع، لكنني اعتقد ان جاهزيته لمباريات بضغط كبير ستاتي تدريجيا، وان اشرف داري، الذي يمر بمرحلة انتقال وتكيف مع وضعه الجديد، ليئس جاهزا، وهذا ما يطرح مشكلة وسط الدفاع، لذلك ارى ان يعوض يونس عبدالحميد داري، لان عبدالحميد متعود على اللعب في مستوى عال وبانتظام، ويثقن الدفاع بالراس والرجل، وسنه او لعبه حاليا في الجهة اليسرى للدفاع الاوسط لا يمكن النظر اليهما كنقطة ضعف، اكيد ان ثنائي وسط مكون من سايس عبدالحميد وسايس سيفرض اللعب بدفاع متاخر نسبيا (bloc bas ou médium )، و ارى ان ذلك هو المطلوب بعد فشل تجربة الدفاع المتقدم مع الناخب الوطني الاسبق رونار، وهو المطلوب في مواجهة فرق منافسة تميل الى ممارسة الضغط، و الركراكي نفسه يميل الى خطة اربعة اربعة اثنان التي تتحول الى اربعة اثنان ثلاثة واحد والى الدفاع المتاخر نسبيا،
وعلى مستوى الاظهرة، ارى ان يوظف مايي ظهيرا ايمن في مباراة كرواتيا على الاقل، و المزراوي ظهيرا ايسر، على اساس ان يوظف حكيمي كجناح دفاعي ايمن يساعد بشكل اساسي في معركة وسط الميدان مع كرواتيا وفي الهجمات المضادة السريعة، على فرض ان الاستحواد سيكون بنسبة اكبر لفائدة الفريقين الكرواتي والبلجيكي على الخصوص. وجود الثلاثي سايس عبدالحميد(او اكرد اذا كان في كامل الاستعداد) ومايي في الدفاع سيمكن من توظيف المزراوي بشكل متقدم كدعامة لوسط الميدان و للهجوم والاستفادة من امكانياته الكبيرة الدفاعية والهجومية التي اظهرها البايرن في المباريات الاخيرة، وبالتالي فرض السيطرة على الوسط الذي تعول عليه الفرق المنافسة لارباك فريقنا الوطني والدفع به الى ارتكاب اخطاء في الدفاع.
معركة الوسط ستكون حاسمة فيما ارى، ومن المؤسف اننا نفتقد قطعة نحتاجها في هذا الوقت متمثلة في عمران لوزة، اللاعب الصلب والمهاري والموزع الذي كان بمقدوره الحد من خطورة لاعبين من قبيل مودريش، لكنني ارى ان يعوض ببوخلال، الذي بات يلعب في تولوز في الوسط الدفاعي ومركز الظهير الايسر مع تميزه بالسرعة دائما وبالمساهمة الهجومية بشجاعة واصرار، بحيث يمكن ان يشكل مع حاكيمي وامرابط و امامهم املاح رباعيا، مدعوما بمزراوي، رباعيا قادرا على تشكيل حائط سميك امام المنافسين و نقل الكرة بسرعة في اتجاه مرمى المنافس، بل وجعل المباراة تجري في نصف ملعبه وقريبا من مرماه.
واعتبارا للتجربة السابقة مع خليلوزيتش التي تعود عليها اللاعبون، فلا وقت للركراكي لتجاوزها، و هي تجربة لم تكن سيئة على العموم، و قامت في المباريات الناجحة على اساس ملء وسط الميدان بخمسة لاعبين مع اللعب براسي حربة في الشوط الاول غالبا، من بينهما النصيري المكلف بارباك وانهاك دفاع المنافس مع الرهان على راسياته، وارى ان اللعب بالنصيري ومايي في الشوط الاول، على اساس ان يلعب مايي في الجناح الايمن مع حكيمي و يلعب بوخلال في الجهة اليسرى مع المزراوي.
وفي الشوط الثاني، وبناء على نتيجة الشوط الاول للمباريات، ارى ان يتم الاعتماد على اشديرة في قلب الهجوم وحيد مكان النصيري، وحارث كجناح ايسر مكان مايي، و اوناحي مكان بوخلال، و يبقى زياش وبوفال والزلزولي والشاعر اوراق صالحة لمباراتي بلجيكا وكندا، حيث يمكن ان يعود حكيمي الى موقعه كظهير ايمن او ايسر و يمكن ان يكون اكرد في جاهزية كاملة و يكون الاختيار الهجومي متاحا دون مغامرة.
وبالمناسبة، فانني لا ارى انه باستثناء حارسي الوداد وبركان لايوجد اي لاعب من البطولة جاهز للعب المونديال، بما في ذلك جبران وعطية الله، وحتى المهاري البحيري الذي يعتبر في رايي احسن ما انتجت البطولة في السنة الماضية، الى جانب لاعبين في الجيش هذه السنة، ليسوا جاهزين لاستحقاق قريب جدا و يستدعي ان تكون الاوتوماتزمات مخدومة ولا تحتاج الا للقليل الممكن معالجته في زمن وجيز.
بامكان الفريق الوطني ان يحدث المفاجاة و يتخطى مرحلة المجموعات اذا تغلبت العقلانية وتم نسيان كل الضغوط واغلاق الابواب امام السماسرة و القيام بتهيئ نفسي وذهني مناسب، يستوعب الشحن بالروح الوطنية دون اسفاف و بالاحساس بالثقة بالنفس كيفما كان المنافس كي يخوض اللاعبون المباريات كشجعان لا يقبلون غير الانتصار دون السقوط في التهور.
المسؤولية الاولى تعود للناخب الوطني وطاقمه التقني، لكن وايضا للجامعة التي يجب ان تحرص على تنظيف محيط الفريق الوطني وعلى تجنيب اللاعبين والطاقم التقني اي ضغوط يمكن ان تشوش ادهانهم او تخرجهم من تركيزهم على المباريات والاستعاد لها، بما في ذلك ضغوط مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعج بالنابل اكثر من الحابل، و الاعلام، الذي تعرف ان البعض يستغله، او بعض الغوغائيين.
غير داوي