اعتبر الشارع الجزائري خطاب أحمد قايد صالح محبطا ، ويحمل عبارات التخويف والتحذير بدل الاستجابة للشعب الذي يطالب برحيل الباءات الأربع وبن صالح منهم، بعدما وعد المحتجّين بمرافقتهم من خلال تفعيل المادتين 7 و 8 من الدستور.
و توقع العديد من النشطاء أن يدفع خطاب صالح إلى جمعة ثامنة، بعد أن رفع من نسبة الغضب لدى الشعب الجزائري، جراء تجاهل مطالبه الرافضة استمرار وجوه نظام بوتفليقة في مناصب المسؤولية، خصوصاً ترؤس بن صالح، رئيس مجلس الأمة.
وإضافة إلى لغة التخويف بالأيادي الخارجية التي تحاول ضرب استقرار البلاد، والتحذير من خطورة العمل خارج الإطار الدستوري، وصف قايد صالح مطالب الشعب بالتعجيزية. وقد تسبب هذا التحوّل باهتزاز الثقة الشعبية بقائد الأركان. ما قد يدفع المحتجّين إلى الخروج بقوة إلى الشارع متوعداً بجمعة غاضبة، بعدما انفصلت قاطرة قيادة الأركان عن سكة التحركات.
ودعا سعيد سعدي القيادي في حزب التجمع من أجل الثقافة المعارض، قائد أركان الجيش إلى الرحيل، في رسالة عنوانها “كل شيء يناديك بالانسحاب”، تعليقاً على خطاب قايد صالح.
وقال سعدي إن مواصلة الحديث بأن الجيش مواكب للشعب الذي يطالب بدولة جديدة في مستوى آماله وحقوقه وديمغرافيته المتجددة، أمر جدير بالثناء والتقدير، لكن القيام بعكس ما يتم التغريد به منذ شهر ونصف الشهر، لا يمكن أن يقنع كثيرين، ولا أن يوقف الديناميكية التي أرجعت إلى الجزائريين التحضر والأمل.
وتوجّه إلى قائد الأركان بالقول إنه منذ بداية الحراك، عرف خطابكم تقلبات عدة، كنتم مناصراً للعهدة الخامسة، ووصفتم المتظاهرين بالعملاء المتلاعَب بهم من أجل زعزعة استقرار بلدهم، لتنتهوا، أخيراً، بتقبل فكرة أن الشعب محق في حراكه، ولو بإعطاء مضمون معارض لمطالبه، وتتأرجحون بين التهديد والوعود تجاه المواطنين.