إديس الأندلسي
أحب عطاءات مدرسة ميكري
عشنا منذ أيام على إيقاع معاناة عائلة كبيرة بفنها وتاريخها جراء عملية طرد من عش كان مصدر إبداع وملهم إيقاعات وألحان جميلة تربعت على عرش قلوب محبي الموسيقى المغربية الجميلة إلى جانب مبدعين كبار من طينة عبد الوهاب الدكالي وبلخياط والحياني.
واستمرت إبداعات “ميكري” في العطاء حتى وصلت إلى العالمية. ولأن تذكير من تكلم في إطار “خالف تعرف” يعد واجبا لأنه أراد تشويه صورة للإبداع دون أن يبين أن كثيرا ممن يبدعون لم يكونوا قادرين على مراكمة أموال تحميهم من غدر الأيام.
وانبرى بعض المتطفلين على فضاء القانون وحتى على تحليل نوعية التعبير عن أخطاء الخطاب وهم يتجاهلون أن دموع إبن فنان ودموع عمالقة لم يعرف عنهم أنهم كانوا يسعون وراء ثروة مثل من يحاول بكل الجهد وشيء من الغباء استجداء زوار المواقع للحصول على دخل مضمون يصل إلى حسابه وهوالذي لم يعرف معنى جملة موسيقية نابعة من وجدان ولها ثقل العلم بالموسيقى بتاريخ الآداب وحتى بعلم الكلام.
بلادنا يا سادة الدفاع عن الرأسمال لها أجمل منظومة قانونية لكننا نفتقد إلى آليات التنزيل على أرض الواقع. كم من حكم صدر لإفراغ سكن بحيثيات قانونية صحيحة ولم تجد سلطات التنفيذ سبيلا إلى تنفيذ القانون.
وتتعنتر بعض النكرات لتنصب نفسها مدافعة عن سلطة مصدرها المال الذي يمكن أن يتمكن من إفراغ كل بيوت قلعة لوداية وخصخصتها لكي تنزع عنها طابعها التاريخي والشعبي وتحولها إلى فندق كبير قد يصنف بعد سنوات إلى قرية سياحية مصنفة بعدد كبير من النجوم.
انصبت بعض الأقلام للهجوم على وزير الثقافة لأنه تشرف باستقبال بعض أفراد أسرة ميكري وسمحوا لأنفسهم المريضة بتكييف اللقاء كتحقير لمقررات قضائية وتأثير على القضاء وكادت أن تصدر حكما على لقاء هو من صميم عمل أي مسؤول في مجال كالثقافة والإبداع.
أسرة ميكري لم تعبر سوى عن مأساة فنانين لم يسعوا إلى مراكمة الثروات لأنهم يعرفون جيدا أن فنهم لا مكان له في دنيا التجارة ولا يمكن أن يجد له موقعا في سوق الأعراس و”الحيحة”. وما المشكل في مواجهة مساطر يريد منفذوها تغيير واقع نتج عنه تاريخ وواقع في الذاكرة الجمعية.
القضية ليست مجرد مكان مكترى منذ سنين، إنها قضية ذاكرة جماعية وجب احترامها وعدم الزج بها في متاهات التفاهات. أجزم بأن من اشترى منزلا يقطنه أفراد أسرة كانت له نية وقدرة على إخلائه ولو أن قاطنيه كانوا يدفعون الإيجار دون تخلف عن الموعد. ومع الأسف أننا في ليل طويل ليست له نهاية.
“باراكا من الحكرة ” أيها المحتالون على الثقافة ومن يقتاتون على موائد اليوتوب.
ابحثوا لكم على مصدر رزق شريف ولا تسخروا الثقافة للكسب وأنتم لا تعرفون للإبداع سبيلا .